القوي.. الأقوى.. هند! (2-1)

 خالد احمد الطراح

حين يستقيل أو يعفى شخص من وظيفته ويُقام حفلٌ لتكريمه، له الحق في قبول التكريم او رفضه؛ اعتماداً على ظروف الاستقالة او الاعفاء، ومن يقبل التكريم فعليه التواضع بالحضور واستقبال ما يقال بود وتقدير ويتسامى فوق بعض المواقف التي قد اعتبرها سلبية وظالمة بحقه، طالما حضر حفل التكريم. فمثل هذه الفعاليات ليست لفرد العضلات ولا لإظهار الثقة المفرطة بالنفس، وانما هي مناسبة لتكريم من أعطى وتميز في الاداء. ومع ذلك نشهد حفلات تكريم تمت لمتهمين بشبهة سرقات مال عام وهم قيد الملاحقة القانونية حالياً.
الفاضلة الوزيرة هند الصبيح وزيرة الشؤون الاجتماعية وزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية لها تصريح اعلامي حامي النبرة ومثير ايضاً، استفز المغردين وبعض الكتّاب، حيث اتهمت في حديث تلفزيوني مؤخراً العمالة الكويتية بتدني الأداء والمهارات، وفيما حاول البعض توضيح اللبس الذي اوقعت الوزير نفسها به وهي حالة مستغربة!
على أي حال الوزيرة صرحت في 2009/10/14، بعد استقالتها كوكيلة مساعدة من برنامج اعادة الهيكلة، قائلة «انا أقوى من الفساد، وكل من حاول كسر مبادئي راح يجيله يوم ويحاسب»!
ومختصر القول إن الوزيرة القوية جدا جدا أعلنت بحماس شديد، كما ورد على صفحات الصحف آنذاك، انها لا تستطيع ان تتخلى عن مبادئها، وانها استقالت حفاظاً على هذه المبادئ وعلى حلم لم تتمكن من تحقيقه!
قالت الأخت هند ان حفل التكريم جعلها «تنسى 25 سنة من الجد والتعب والضغوط»، لكن ذاكرة الاعلام والسياسة لا تتناسى الاقوياء امثال هند، وإن كان حفل التكريم قد جعلها تنسى فنحن لا ننسى، ونتمنى عليها اليوم الافصاح وكشف المستور عمن كان وراء ما تشعر به من ظلم في حكومة 2009، خصوصاً أنها بدأت تتحدث بلغة الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي بثقة يطغى عليها الكثير من المبالغة، خصوصاً أننا لم نشهد لها انجازاً تنموياً مهماً حتى الآن.
نعم، إن الكويت بحاجة ملحة لوجود شخصيات هي اقوى من قوى الفساد، ولعل اول خطوة نحو التصدي الرسمي والشعبي للفساد والمفسدين تكمن في ان تعلن الاخت هند على رؤوس الاشهاد من هم المفسدون الذين عرقلوا مسيرة عطائها خلال تلك الفترة، ومن عطّل حركتها في قيادة سير قطار التنمية الذي ينطلق بطاقة الفحم في السابق.
إن مزايا الوزيرة وقدراتها متعددة، حيث صرحت في صيف 2016 لـ القبس بأنها تمتلك قدرات استثنائية في «شم رائحة القياديين خلال 3 اشهر»، وهي خصال مطلوبة الآن لكشف المفسدين، خصوصاً أن وزراء اليوم بشكل عام لا يمتلكون هذه القوى الخارقة!
هيئة مكافحة الفساد والحكومة ومجلس الامة اولى بمعرفة رأي هند القوية والأقوى من الفساد حتى تتم محاصرة مصادر الفساد والتعرف على ادوات المفسدين التي اطلعت عليها واختبرتها الوزيرة منذ 2014 حتى اليوم، خصوصاً أنها تتمتع بحاسة شم قوية وعزيمة ومبادئ تجعلها دوماً تهزم ولا تنهزم!
الله يصبرنا..