تركي الدخيل
يرى البعض أن الحديث عن سينما في السعودية من الأمور الغرائبية، إذ يستحيل عليه ذهنياً تخيل وجود مثل هذا الفن ببلدنا.

والواقع أن التاريخ ينقض ذلك الرعب والخوف، فقد أتحفنا الدكتور عبدالله المدني بذكرياته حول السينما، سردها بعنوان: (هذه تجربتي مع السينما السعودية)، إذ يذكرنا بــ«الحي السكني للموظفين المتوسطين السعوديين والعرب العزاب، في كل من الظهران، وبقيق ورأس تنورة، ومدن النفط الحديثة الأخرى. هذا بالإضافة إلى القاعدة الجوية بمطار الظهران الدولي التي كانت تحتضن صالة سينما واحدة للترفيه... أما إذا كان المقصود بالسينما مجرد مشاهدة فيلم معروض على الشاشة، فإن المنطقة الشرقية ربما كانت محظوظة أكثر من غيرها من مناطق المملكة بسبب بث تلفزيون أرامكو من الظهران الذي بدأ في 16 سبتمبر/‏‏أيلول 1957، فكانت هذه القناة التلفزيونية هي الأولى خليجيا، والثانية على مستوى الشرق الوسط من بعد تلفزيون بغداد الذي انطلق بثه قبل ذلك بأشهر معدودة».

السينما جزء من تاريخ السعوديين، فقد كانوا ناقدين ومتابعين، مستثمرين ومستهلكين، وهم لا يرون في ذلك عيباً، بل ساهمت متابعاتهم حتى للسينما العربية في التطوير البصري، والانتعاش الدنيوي، والفرح والجذل بالحياة والحب، ذلك جزء صغير من الحكاية.