فاتح عبد السلام

هناك مثل ايراني يجد لنفسه مكاناً على ارض الواقع في العراق، يقول المثل ، لا تقتل الافعى بيديك ، اقتلها بيد عدوك . تلاقي وجهات النظر الايرانية والتركية والامريكية حول موقف واحد موحد ينص على رفض نتائج استفتاء اقليم كردستان العراق، يجعل ايران في وضع المستفيد من السخط الامريكي على الكرد العراقيين ، ومن هنا يمكن قراءة المناورات المشتركة مع قوات مكافحة الارهاب العراقية ذات التدريب الامريكي ، على الحدود العراقية الايرانية باتجاه اقليم كردستان.

في سوريا، تعاملت ايران على وفق ذلك المثل، ذي العمق السياسي والامني الكبير، بالرغم من عدم اتاحت كل معطيات ذلك المثل لليد الايرانية، وفي العراق تحتاج ايران اليوم ألا تكون وحدها في مواجهة نتائج الاستفتاء الكردي،وتسعى لحشد منافسيها وخصومها باتفاق وتنسيق أو عبر توافق غير مباشر من أجل الضغط على اقليم كردستان العراق ،والاعداد المبكر للتصدي الجماعي لأية تطلعات كردية ايرانية للانفصال مستقبلاً . لكن لا توجد ضمانات مطلقاً ان تقف واشنطن مع خيار وحدة الاراضي الايرانية ،كما لا تبدو تركيا معنية بهذا الخيار ، فيما اذا اتجهت الاوضاع في ايران الى اعلان حق تقرير المصير للقوميات الكبيرة كالعرب في الاحواز والكرد في غرب ايران ، لكن الضجة الاعلامية المضادة لفكرة استقلال اية مجموعة كردية ستصب في النهاية في التعبئة العامة للسلطات الايرانية امنع حدوث تلاقح في الفكرة والممارسة لدى اكراد ايران .

الاستفتاء في اقليم كردستان العراق ، جرى من دون حوادث تعكر صفوه الجماهيري العالي، لكن تبعات تلك الخطوة لا تزال في المرميين الايراني والتركي ، لأسباب لا تخص فكرة وحدة العراق من قريب او بعيد ، وانما هي اوضاع داخلية في ايران وتركيا جعلت موقفي العاصمتين طهران وانقرة يبدوان داعمين لوحدة العراق واستقراره .

قلتها سابقاً ، الكرة في ملعب بغداد ، هي تستطيع التحكم في مرمى الاهداف ، وعليها ان تمنع التلاعب الاقليمي الايراني والتركي بورقة استفتاء الاقليم الكردي ، وأن تكون المبادرة في يد بغداد في الدخول في مفاوضات مباشرة وقوية من دون شروط مسبقة من اي طرف، لاحتواء الازمة عراقياً.