تساءل الصحفي البلجيكي دريو جودفريدي مؤسس «هايك» في بروكسل وأستاذ الفلسفة في جامعة السوربون في مقال مؤخراً عنونه «هل بيعت فرنسا لدولة ترعى الإرهاب ؟» كتب فيه: «بفضل المميزات التي منحها الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي لقطر استطاعت الأخيرة شراء «عرس العالم الكروي» ففرنسا التي أمضت 40 عاماً في ظل الحكومات الاشتراكية كانت تحتاج بشكل دائم إلى السيولة النقدية، وقطر تملك الكثير منها ولم تمانع فرنسا وصمة الإرهاب على قطر، فكل ما يهم الآن استثمار القطريين في مختلف القطاعات». 

يتساءل جودفريدي: «كيف بيعت دولة عظيمة مثل فرنسا لدويلة لا تتجاوز مساحتها ال11 ألف كيلومتر مربع؟ في ال 4 من أغسطس الماضي كشفت الصحافة البريطانية وليس الفرنسية، عن مساهمة فرنسا عبر رئيسها ساركوزي في حصد قطر شرف استضافة مونديال 2022 في 2010 وشراء قطر عبر ذراعها الاستثمارية الحكومية «ديار» حصة في شركة «فيوليا» رغم أن قطر كانت منذ سنوات تحرك عصابات الإخوان المسلمين وطالبان والقاعدة في المنطقة والعالم، ولا تملك أي تاريخ كروي يؤهلها للاستضافة.
والتحقيقات الفرنسية تدور الآن حول اجتماع في قصر الإليزيه بتاريخ 23 نوفمبر 2010 قبل 10 أيام فقط من التصويت على الاستضافة وكان بين رئيس الاتحاد الأوروبي السابق ميشيل بلاتيني وساركوزي ومسؤولين قطريين وقيل حينها إن بلاتيني عارض بشدة فكرة استضافة قطر للمونديال، لكن ساركوزي جعله يعدل عن رأيه وقال له بالحرف الواحد: «إنهم أناس طيبون». 
وفي إبريل 2010 اشترت ديار القطرية حصة 5 في المئة من شركة فيوليا للطاقة والنفايات ويعتقد المحققون أن مبلغاً بقيمة 182 مليون يورو تم استخدامه لشراء مسؤولين رفيعي المستوى في فرنسا، لترجيح كفة فوز قطر في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). 
ويريد المحققون رغم صعوبة مهمتهم تسليط الضوء على الطرق التي اخترقت بها قطر الدولة الفرنسية، ورغم كل الصعوبات هناك حقائق لا يمكن التغافل عنها وهي:
1- قطر الراعية للإرهاب استطاعت شراء نادي سان جيرمان، بمساعدة ساركوزي فالمالكان السابقان لسان جيرمان شركة أمريكية، تدار من أوروبا من قبل صديق مقرب لساركوزي؛ لذلك لا شك أن الصفقة تمت بعلم ورعاية ساركوزي.
2- قطر استطاعت شراء ذمم مسؤولين فرنسيين للاستثمار في شركات فرنسية مثل «فيوليا وإي دي أف وفنتشي» علاوة على شركات ذات طابع عسكري مثل شركة «ايرباص» الأم ومجموعة «لاجاردير» الإعلامية الدفاعية. 
3- قطر تلقت دعماً من فرنسا وخصوصاً ساركوزي في ملف استضافتها لمونديال 2022، والذي أعلن بعد فوزها قائلاً: «الرياضة لا تنتمي لبلد دون آخر بل للعالم ولا أفهم لماذا يصر البعض على تنظيم هذه البطولة دوماً من قبل نفس البلدان وفي نفس القارات ». 
4- قسم من المسؤولين الفرنسيين يتلقون حفاوة في سفارة قطر بباريس، كما لو أنها عملية توزيع لبطاقات بنكية وكذلك الحال بالنسبة لبعض الأقلام الصحفية مثل كريستيان شيزنو وجورج مالبرونو في كتابهما «نو تري شير أميرز» ( أمراؤنا الغاليين علينا كثيراً» الصادر عام 2016 والذي روج له سفير قطر في فرنسا مشعل آل ثاني.
5- منذ 2008 تتمتع قطر، بمعاملة تختلف عن بقية الدول في الضريبة على شراء السيارات الفرنسية.