خالد محمد الربيش

بعد اليابان والصين وعدد من دول الشرق الاسيوية، وكذلك الولايات المتحدة الامريكية وعدد من الدول الاوربية.. تتصدر روسيا هذه الايام المشهد العالمي وهي تستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - كأول وأكبر زيارة لملك سعودي لروسيا.. ملفات سياسية، واقتصادية، وحتى ثقافية يتضمنها مشهد الزيارة.. ولكن اقتصادياً لماذا روسيا؟.

يقول نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في تقديمة لرؤية المملكة 2030: "إن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا ومورداً إضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني. ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث".

اذا فالموقع الجغرافي، والربط للقارات الثلاث يُترجم اليوم، وقبل اليوم من خلال تأطير جملة من الاتفاقيات الاقتصادية التي تؤسس لعلاقات متينة تربط المملكة في دول العالم المؤثرة اقتصادياً، بالتركيز على ثلاثة جوانب ترى أنها مهمة، وهي: نقل وتوطين المعرفة والتقنية، وحفز الاستفادة من القوى البشرية الوطنية المؤهلة من الجنسين، والاستثمار المتبادل سواء باستقطاب رساميل اجنبية، أو استثمار قدرات صندوق الاستثمارات العامة في مشروعات خارجية في تلك الدول.. وبالتالي فإن جميع الاتفاقيات والتحالفات الاقتصادية الدولية تصب في احد أو كل الجوانب الرئيسية الثلاث هذه..

في المقابل فإن نتائج خلوة العزم التي تجمع مسؤولين سعوديين واماراتيين لبحث تعزيز العلاقات.. تتجه إلى بلورة تجربة دولية ثنائية استثنائية باهدافها، ومتفردة بتجربتها.. حيث أن توصل "خلوة الطيران" إلى سوق مشتركة في الطيران.. يأخذنا إلى مرحلة العلاقات الاقتصادية؛ ذاك أن نموذج السوقين الأسترالية النيوزيلاندية.. يستحق الدراسة لاستنساخه، بالاستفادة من البعد العربي، والاسلامي، والجوار، وكذلك وقبل ذلك العلاقات الاجتماعية التي تجمع الشعبين.. "رؤية 2030: السعودية؛ العمق العربي والإسلامي؛ قوة استثمارية رائدة؛ ومحور ربط القارات الثلاث".. عنوان غدا أكثر وضوحاً يوماً بعد آخر.