فاروق جويدة

بعد انسحاب أمريكا وإسرائيل من اليونسكو هل تنسحب دول أخرى وهل أصبح وجود هذه المنظمات بما فيها الأمم المتحدة عبئا ثقيلا على الدول الأعضاء أمام الانقسامات الحادة التى يشهدها العالم الآن .. إن المتوقع الآن أن تشهد اليونسكو انسحابات أخرى خاصة إذا تطلب الأمر فرض أعباء مالية على الدول الأعضاء حتى تستعيد المنظمة توازنها المالى.. لقد كانت أمريكا تتحمل الجزء الأكبر من ميزانية اليونسكو ومع انسحابها لن تدفع شيئا كما أن الدول العربية الغنية لن تشارك الآن فى إنقاذ المنظمة المفلسة فهل تستطيع فرنسا بنفوذها ودعمها أن تتحمل هذه الأعباء .. لقد شهدت المنظمة الدولية أكبر حالة انقسامات بين الدول الأعضاء فى الانتخابات الأخيرة فقد انقسمت الدول العربية بصورة مؤسفة كما أن مواقف الدول الإفريقية تغيرت أمام حسابات مادية وبقيت أوروبا فى حالة انتظار حتى حسمت الموقف مع فرنسا أمام الانقسام العربى وخروج الصين من السباق.. كان من الممكن لو أن الصين فازت بالمنصب أن تكون بديلا لأمريكا فى تعويض وتحمل الأزمة المالية لأنها قادرة على ذلك ولكن الموقف الآن يزداد ارتباكا أمام احتمالات انسحاب دول أخرى وليس أمريكا وإسرائيل فقط.. إن إسرائيل ليست حريصة على البقاء فى اليونسكو خاصة بعد وجود فلسطين فى المنظمة كما أن القرارات التى أصدرتها المنظمة حول القدس كانت وراء الانسحاب الإسرائيلي ولكن الأهم الآن هو احتمالات انسحاب دول أخرى مما قد يؤثر على بقاء اليونسكو حتى ولو كانت فرنسا هى التى حصلت على المنصب المتنازع عليه .. لاشك أن انسحاب أمريكا سوف يمنحها الفرصة أن تدعو دولا أخرى للانسحاب وقد يصيب ذلك المنظمة الدولية بحالة من الشلل تجعل المنظمات الدولية الأخرى فى حالة من الضعف خاصة أن العالم يعانى الآن انقسامات خطيرة تعيد للأذهان ذكريات الحرب الباردة وصراع القوى العظمى التى عادت الآن تتصدر الساحة ما بين روسيا وأمريكا وأطراف دولية أخرى تدور حول القطبين الكبيرين وعلى العالم أن ينتظر المزيد من الانقسامات وربما الصراعات.