مشاري الشلهوب

بعد إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتاريخ 25 أبريل 2016 عن رؤية المملكة 2030، والبلد يشهد تطورا سريعا، فخلال سنة ونصف السنة تقريبا تم إنجاز الكثير.
إن المسار المدروس السريع الذي انتهجناه، والرؤية الواضحة التي رسمناها، والرغبة الحثيثة في تحقيق تلك الرؤية، والدور الكبير المبذول من صانع الرؤية، جعلت من المستحيل ممكننا -بفضل الله- وسنحقق مزيدا من النجاحات، والتقدم في قادم السنوات، بحول الله. 
أعتقد أننا قطعنا أميالا تكاد تكون ضوئية في فترة محدودة، فنظام مكافحة التحرش تم إقراره، والمحاكم التجارية تم تدشينها، وصندوق الاستثمارات العامة في طريقه -بإذن الله- ليصبح أقوى الصناديق السيادية في العالم، وتم تنشيط السياحة بالمهرجانات والفعاليات التي تقام على مدار السنة، والمرأة -بعد عناء- سيسمح لها بالقيادة في السنة القادمة، وهناك شركات كثيرة -بعضها ضخم- تم تأسيسها، وبرنامج التحول الوطني بدأ العمل عليه، ونتج عنه حتى الآن مجموعة كثيرة من المبادرات التي يجري العمل على تنفيذها، وتم البدء في خصخصة 10 قطاعات تشمل التعليم، والصحة، و«نظام مكافحة التمييز وبث الكراهية» تحت قبة مجلس الشورى يدرس، وبناءً على المعطيات المتوافرة في أرقام الميزانية، فإنه من المتوقع التوصل إلى فائض خلال عام 2019 في حال تحسنت أسعار النفط بشكل منطقي. وبرنامج التوطين يعمل الآن على سَعوَدَة بعض الوظائف، بينها أسواق الخضار، ومحلات الذهب، والمجوهرات، ومترو الرياض على وشك الاكتمال، ومن المتوقع تشغيله في 2018، وغيرها من إنجازات كثيرة لم أذكرها. 
وأما على الصعيد الدولي، فقد بدأ الرئيس الأميركي ترمب أولى زياراته الخارجية بالسعودية، وتم فيها توقيع كثير من الاتفاقات المشتركة، بلغت 34 عقدا بقيمة إجمالية تخطت 380 مليار دولار، كما زار خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- موسكو في أول زيارة من نوعها، تم فيها تعزيز العلاقات بين البلدين، وتم الاتفاق على إنشاء صندوق سعودي روسي للاستثمار في الطاقة بقيمة مليار دولار، ولا ننسى زيارة ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه- الله لليابان، والتي توجت بإنشاء صندوق استثماري بالشراكة مع سوفت بانك، قد تصل استثماراته 100 مليار دولار. كما لا ننسى تأهل المنتخب السعودي للمونديال المزمع إقامته في روسيا الصيف المقبل، ولا أحصر هذه الإنجازات فيما ذكرت. 
لن أتناول التحديات التي قد نواجهها، والصعوبات التي قد تباغتنا، فلكل مقام مقال. 
قطعنا أشواطا ضوئية في فترة قصيرة منذُ إقرار رؤية المملكة 2030، وأظننا سنقطع مزيدا من الأشواط الضوئية إلى أن نتوج بتحقيقنا الرؤية.