جودت كاظم 

غادر رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي بغداد أمس، متوجهاً إلى الرياض، فيما استأنفت شركة «ناس» السعودية رحلات الطيران بين البلدين، بعد قطيعة دامت 27 عاماً.

وأفادت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس، بأن «الغانمي يرأس وفداً عسكرياً رفيع المستوى، وسيلتقي نظيره رئيس الأركان في القوات المسلحة السعودية الفريق الركن عبدالرحمن بن صالح، الذي وجّه إليه الدعوة خلال زيارته العراق في تموز (يوليو) الماضي».

وهذه الزيارة هي الأولى منذ عقود لمسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى، وستستمر يومين يتم خلالها البحث في التعاون والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، وفتح المنافذ الحدودية لتعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل المعلومات الاستخبارية، بالإضافة إلى مناقشة التحديات والظروف التي تواجه أمن المنطقة وسلامتها.

إلى ذلك، أفاد ليث الربيعي، مدير دائرة الإعلام في وزارة النقل العراقية في تصريح إلى «الحياة»، بأن «الوزير كاظم الحمامي والقائم بأعمال السفارة السعودية استقبلا اليوم (أمس)، أول طائرة قادمة من مطار جدة حطت على أرض مطار بغداد الدولي، بناء على الاتفاق الذي أبرمته الوزارة أخيراً لتنظيم النقل الجوي بين البلدين». وأوضح أن «الطائرة تابعة لشركة فلاي ناس وأقلت على متنها عدداً من رجال الأعمال والتجار السعوديين، معظمهم سيشارك في معرض بغداد»، وأعرب عن أمله في أن «تصل غداً (اليوم) طائرة «الخطوط الجوية العربية السعودية» قادمة من مطار الرياض وتقل وفداً رسمياً».

وكان الحمامي أكد «توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين لتنظيم الرحلات وتقديم الخدمات الأرضية لطائرات المملكة، وبالعكس». وأضاف أن «بغداد تسعى إلى الانفتاح على كل دول العالم، خصوصاً الإقليمية، فهناك مصالح مشتركة مع الأشقّاء السعوديين، ونحن في صدد فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات النقل، وتم الاتفاق على تسيير رحلات من مطارات المملكة إلى المطارات العراقية».

وكانت شركة «طيران ناس» أعلنت أخيراً، أنها ستطلق رحلات جديدة إلى العراق، لتكون أول ناقل جوي سعودي يبدأ رحلاته إلى البلد الجار بعد أكثر من 27 عاماً من توقف الرحلات بين البلدين. وأشارت إلى أن الرحلات ستبدأ من المطارات الرئيسة في المملكة إلى عدد من المدن العراقية خلال الأسابيع المقبلة.

وفي تعليق للرئيس التنفيذي لمجموعة «طيران ناس» بندر المهنا، قال: «هذه لحظة تاريخية لنا في طيران ناس، كوننا أول طيران سعودي يهبط على أرض العراق الشقيق بعد هذا الانقطاع الطويل، ونتطلّع إلى تقوية العلاقات الأخوية بين البلدين».

وأعلن ميران فريد، المدير العام لـ «شركة الخطوط الجوية العراقية» في بيان، أن «الاتفاق ينص على تسيير الرحلات ابتداء من 30-10-2017، على أن تشمل خدمات مختلفة ومنها الخدمات الأرضية والوقود وتحميل الحقائب والطواقم والمعدات الضرورية، إضافة إلى خدمات الشحن الجوي وتهيئة المستلزمات المطلوبة لنقل البضائع من كل الأصناف»، مشيراً إلى أن «الجانب السعودي أبدى استعداده لتقديم كل التسهيلات الخدمية».

من جهة أخرى، قال السفير العراقي لدى السعودية الدكتور رشدي العاني لـ «الحياة»، إن بلاده لم تضع أي شرط على دخول السعوديين إلى بغداد، لافتاً إلى أن السعودية اشترطت على مواطنيها الراغبين في زيارة العراق التسجيل لدى وزارة الداخلية إلكترونياً.