حمود أبو طالب

جميل أن يتحول اللقاء الأسبوعي لأمير المنطقة بالمسؤولين والأهالي إلى منتدى لنقاش القضايا المختلفة التي تهم المجتمع، وقد حرص أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز على استمرار هذا اللقاء منذ قدومه إلى المنطقة، وأؤكد أن ما يتم خلاله من حوار ونقاش يتسم بالشفافية والصراحة وإعطاء الفرصة لكل الآراء باحترام وتقدير، وقد انبثقت من هذه اللقاءات أفكار بناءة لكثير من المشاريع الاجتماعية والخدمية والخطط المستقبلية للمنطقة.

مساء (الثلاثاء) الماضي كان موضوع اللقاء، ظاهرة المبالغة في الديات التي طرأت على مجتمعنا بشكل ملفت، وقد تحدث عنها عدد من الفضلاء من أعضاء لجنة إصلاح ذات البين في المنطقة، وأفادونا بالجهود التي يقومون بها وما توصلوا إليه من استنتاجات عن أسباب الظاهرة وكيف تعاملوا معها، وكانت معلومات مفيدة ومطمئنة أيضا، لأن الظاهرة ليست منتشرة في المنطقة والحالات القليلة التي تعاملوا معها لم تصل إلى المبالغ الكبيرة التي نقرأ عنها في أماكن أخرى، وانتهى الحوار بمداخلات بناءة تؤكد رفض الجميع للمتاجرة بالدماء والتكسب منها.

والحقيقة أن هذه الظاهرة التي لا نعرف كيف نشأت في مجتمعنا وانتشرت فيه، تمثل تدنياً شديداً في الإنسانية والأخلاق واحترام النفس البشرية التي كرمها الله وجعلها أغلى من كل شيء، ويصاب الإنسان بالتقزز عندما يقرأ في الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي توسلات البعض لإكمال مبالغ الديات التي يفوق بعضها عشرات الملايين، لأنه محزن جداً أن يتحول دم الضحية إلى وسيلة للكسب ترهق أسرة الجاني وتذلهم، وتسبب انفصاما في العلاقات الاجتماعية، وتعكس صورة سيئة عن مجتمعنا لدى الآخرين.

إن علينا وأد هذه الظاهرة بكل الوسائل الممكنة، وتثقيف المجتمع بنتائجها السلبية، وبعدها عن القيم الإنسانية والأخلاق السامية، وهذه مسؤولية الجميع.

جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.