باسل محمد 

أثار اللقاء الثالث لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، وزيارة الأخير المملكة للمرة الثانية خلال العام الحالي، تساؤلات عديدة في بغداد حول الترتيبات والأهداف الإستراتيجية لهذا التقارب الكبير بين البلدين الجارين.
وكشفت مصادر داخل الحكومة العراقية لـ«الوطن»، أن بغداد والرياض تقودان محورا لا يشابه المحاور السياسية التقليدية التي اعتادت عليها المنطقة، والتي تركز على دعم الصراعات والتموضع في محاور النفوذ، لافتة إلى أن تميز المحور السعودي العراقي يكمن في أنه يقوم على فكرة إخلاء المنطقة من الصراعات والأزمات والذهاب إلى بناء منطقة إقليمية هادئة على أساس المصالح المشتركة.

محاولات التخريب


اتهم قيادي في التحالف الوطني الحاكم في العراق، قطر وإيران بالسعي إلى تخريب هذا التقارب التاريخي بين الرياض وبغداد، مؤكدا أن طهران وحلفاءها في العراق على غرار نوري المالكي، مارسوا ضغوطا قوية على العبادي لثنيه على الذهاب في هذا التقارب، مشيرا إلى أن القطريين فتحوا قنوات عبر إيران مع ميليشيات الحشد الشعبي التي يشرف عليها القيادي الإيراني قاسم سليماني، بهدف وضع العراقيل وإفساد العلاقات الثنائية المتصاعدة.

تآمرات الدوحة وطهران


علمت «الوطن» من مصادر أمنية حكومية، أن مسؤولا رفيع المستوى في جهاز المخابرات القطري، عقد مؤخرا سلسلة اجتماعات مع قيادات من ميليشيا الحشد الشعبي في بغداد، قبل إطلاق سراح الصيادين القطريين المختطفين من قبل جماعات مسلحة عراقية في محافظة المثنى، جنوبي البلاد.
وأوضحت المصادر أن الجماعة الخاطفة كانت تتبع فصيلا من الحشد الشعبي، فيما رتبت هذه الاجتماعات عناصر كلفها القيادي قاسم سليماني، بهدف بناء قنوات تواصل بين الدوحة والحشد تحت غطاء ملف الصيادين المختطفين.
وأضاف المصدر «كان القطريون يسعون في تمتين العلاقات مع ميليشيات إيران، حتى قبل قرار مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاتها مع الدوحة»، مشيرا إلى أن هذه العلاقات كانت تستهدف الإضرار بالسعودية، كون الحشد الشعبي يعد الطرف العراقي الوحيد المعادي للمملكة.

تحركات الميليشيات 


أجمعت أطراف سياسية عراقية مختلفة، أن سياسة المملكة تقوم على التوازن والتصرف بحكمة إزاء العلاقات مع الحكومات، مشيرة إلى أن توقيت التقارب مع بغداد، جاء لسحب البساط من الدور الإيراني القطري المزدوج في العراق، والذي يسعى في دعم وتحريض الميليشيات الإيرانية على غرار الحشد العشبي، وحزب الله، والحوثيين، للقيام بأعمال ضد الأمن القومي السعودي.
من جانبه، أشار قيادي في ائتلاف اتحاد القوى العراقية، إلى أن دخول قطر على خط تمويل الحشد الشعبي، يعد أمرا في غاية الخطورة، ويهدد أمن المنطقة وليس السعودية فقط، مشددا على أن العبادي ما يزال يشكل عقبة حقيقية بوجه التطلعات القطرية لاستغلال الميليشيات، بالإضافة إلى مراهنتها على عودة نوري المالكي إلى السلطة في انتخابات 2018، والتآمر معه ضد دول الخليج العربي.