أمجد المنيف

لا يمكن أن نصور ترمب ملاكا، أو لا يخطئ، أو نفترض أن تعجبنا كل قراراته، وسياساته، وطريقة إدارته للملفات، فقط لكونه حليفاً، وهذا لا يحدث في السياسة إطلاقا، فما بالكم مع أقوى دولة بالعالم. لكن، في الوقت نفسه، هناك مكائن إعلامية، تنتمي لحكومات إرهابية، وأحزاب متطرفة، تعمل على شيطنته، وهنا لا أتحدث عن الداخل الأميركي، وإنما في المنطقة، وهو واضح من الأيام الأولى له.. لأنه باختصار، قطع تدفق أحلامهم، وجاء كابوسا يكافح تطرفهم وإرهابهم، يسمي الأشياء بمسمياتها، ويحاربها.

معظم الأشياء التي نادى فيها في حملته الانتخابية، القابلة للتطبيق؛ فعلها، أما الشعارات المعروفة بأنها تخلق للاستهلاك الانتخابي - من الطبيعي - ألا يلام عليها. ما يهمنا هو الملفات الرئيسة بالمنطقة، كإيران وسورية، محاربة التطرف والإرهاب، والعمل مع الرياض كحليف أساسي وقائد في المنطقة.

"ملف إيران"، على وجه الخصوص، عمل عليه بشكل خاص، وتطور متراكم، ومن يعرف طبيعة اتخاذ القرارات في الولايات المتحدة يفهم تعقيدات الملف، ورغم ذلك ألقى خطابه المهم، وكان صارما حادا.. أعلن الرئيس الأميركي أربعة عناصر في استراتيجيته الجديدة:

الأول: العمل مع الحلفاء لمواجهة نشاط إيران المزعزع للاستقرار ودعم الإرهابيين في المنطقة.

الثاني: فرض عقوبات إضافية لعرقلة النظام عن تمويل الإرهاب.

الثالث: فرض عقوبات على إيران لمواصلتها تجاربها الصاروخية الباليستية، وتطويرها الأسلحة التي تهدد جيرانها والتجارة العالمية وحرية الملاحة.

الرابع: منع إيران من اتخاذ أي مسار للحصول على سلاح نووي.

وبنظري، وبدون الكثير من التنظير، هي خطوط واضحة للعمل، ويمكن العمل على قياس النتائج بسهولة.

في سورية، حيث يرغب أوباما وإدارته، وحلفاؤه من المنتفعين والمرتزقة والمخربين؛ باستمرار حمام الدم، وتواصل العبث في المنطقة، جاء ترمب ليضيق الخناق على أهدافهم.. المشكلة أنه جاء متأخرا، بعدما عاث أوباما تخبطا، لذلك التغيير والحل يحتاج وقتا.

ورغم ذلك، العمل في سورية جاد ومتسارع، ولعل آخر محاصيل الزرع الترمبي هو تحرير الرقة، الذي ضايق أوباما وزمرته، ليخرج لنا آشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي في العهد الأوبامي، ليقول "إن طريقة رصد مدينة الرقة التي تعتبر عاصمة "داعش" وضعت قبل سنتين.. وتم تطبيقها تماما بالطريقة والجدول الزمني الذي وضع حينها". يا رجل!

مع ذلك، ينتظر المنطقة الكثير من التصحيح، بعد تجربة أوباما الفاشلة، و"الخريف العربي".. الذي خدعنا في البداية، لكن الشتاء كان قاسيا. والسلام