حمد عبد الله اللحيدان

ان مشروع نيوم العملاق الذي اعلن عنه صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس ادارة صندوق الاستثمارات العامة – حفظه الله– الذي يقع على ساحل البحر الاحمر وخليج العقبة على مساحة (26500) كلم2 بطول (468) كلم ويحيط به من الشرق جبال يبلغ ارتفاعها (2500) م يعتبر نقلة نوعية غير مسبوقة في مجال الاستثمار والاقتصاد العالمي حيث سوف يدعم بمبلغ (500) مليار دولار خلال الاعوام القادمة . وقد سبق هذا المشروع الاعلان عن مشروعي القدية والبحر الاحمر وهذا يعني ان تحقيق رؤية (2030) قد اصبح قيد التنفيذ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

نعم مشروع نيوم العملاق يحمل بصمات المستقبل وتحقيقه يعتبر حلما راود الجميع ذلك ان له انعكاسات اقتصادية وسياحية واستثمارية وانفتاحية لما يحويه من قطاعات تقليدية ومستقبلية مع التركيز على الاخيرة خصوصا ما يتعلق برعاية الابتكار وتوطين التقنية وتطويرها وهما جناحا اقتصاد المعرفة الذي اصبح مصدر ثروة من لا ثروة له ومصدر دخل غير تقليدي بديلا للاعتماد على الاقتصاد الريعي مثل البترول او يقلل الاعتماد عليه.

وعلى الرغم من موقع المملكة المتميز الذي يمثل سرة العالم وملتقى حضاراته ومواصلاته واتصالاته وكونها قبلة المسلمين الا ان مشروع نيوم سوف يضفي مزيدا من الاهمية عليها من كافة الوجوه لانها سوف تصبح قبلة للإستثمارات العالمية ومنطقة جذب سياحي محلي وخارجي ناهيك عن كونها منطقة جذب روحي .ان ذلك المشروع سوف يحول منطقة صحراوية غير ذات زرع الى منطقة عامرة بالحياة تحظى بآخر ما توصلت اليه تقنيات التخطيط والابتكار في المجالات المعمارية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والنقل والمواصلات والاتصالات وغيرها.

ان مشروع نيوم سوف يحول منطقة تبوك الى منطقة ذات اهمية اقتصادية يحتذى بها في انجاز مشروعات مماثلة في مختلف مناطق المملكة ليس هذا وحسب بل ان ذلك المشروع سوف يتيح انواعا جديدة من الفرص الاستثمارية مما سوف يشجع رؤوس الاموال المهاجرة على العودة للمساهمة في نهضة الوطن ودعم اقتصاده خصوصا ان عوائد الاستثمار في ذلك المشروع سوف تكون اكبر ان شاء الله. كما ان ذلك المشروع سوف يحظى بإقبال من قبل المستثمر الخارجي لان المملكة منطقة جاذبة له لما تتمتع به من مصداقية وامن واستقرار ناهيك عن تمتع منطقة المشروع بأنظمة وقوانين صديقة للمستثمرين ورجال الاعمال. 

ولعل الفرص الاستثمارية المستهدفة سوف تشكل طيفا واسعا من الاستثمارات الجاذبة تشمل الاستثمار في مستقبل الطاقة والمياه ومستقبل التنقل ومستقبل التقنية الحيوية ومستقبل الغذاء ومستقبل العلوم والتقنية الرقمية ومستقبل التصنيع المتطور ومستقبل الاعلام والانتاج الاعلامي ومستقبل الترفيه ومستقبل المعيشية الذي يمثل الركيزة الاساسية لباقي القطاعات. وعليه يمكن القول ان نجاح هذا المشروع وما سبقه من مشروعات يعتمد على اعداد الكوادر الوطنية ذات المهارات العالية والمتخصصة في كل مجال من المجالات المطروحة من اجل ان تحمل على عاتقها توطين فعاليات ذلك المشروع وضمان استمراره بكل ابعاده وسياقاته وذلك جنبا الى جنب مع الخبرات العالمية الجاهزة . ولهذا فإن انشاء جامعة الملك سلمان للمستقبل ضمن مشروع نيوم يعتبر احد مقومات ذلك المشروع للوفاء بمتطلبات ذلك المشروع وغيره من مشروعات المستقبل الواعد.... يتبع . . والله المستعان