مرسى عطا الله

الكل يتحدث عن حاجة الحياة السياسية في مصر إلي مرشحين أقوياء يتنافسون علي مقعد الرئاسة في انتخابات عام 2018. 

والحقيقة أننا أمام فرصة تاريخية فالتنافس الشريف علي موقع الرئيس يفتح الباب علي مصراعيه أمام كل القامات التي ترغب في أن تعبر عن قضايا الوطن وهموم المواطنين بحرية وجرأة والتزام ومسئولية وهو ما يتطلب بروز القدرة علي صياغة البدائل والخيارات المتعددة لمجمل القضايا والتحديات وليس مجرد أصوات زاعقة تريد إثبات وجودها برفع لافتات براقة لا علاقة لها بالواقع المعاش. 

إن الانتخابات الرئاسية المقبلة تحتاج إلي توافق واتفاق مجتمعي بأنها ليست بيت القصيد وإنما هي مجرد وسيلة تفسح المجال أمام الرأي العام ليمارس حق الاختيار بعيدا عن كافة المؤثرات والأصداء المصنوعة حتي تحظي البلاد برئيس علي مستوي الحلم وعلي مستوي التحدى فالمسألة أكبر من أن يتم اختصارها واختزالها فى أسماء بعينها دون النظر إلى صعوبة ودقة المرحلة التى نعيشها ! 

والأمر المؤكد أن الرأي العام في مصر بات مؤهلا لكي يكون إيجابيا ولم يعد بحاجة إلي من يشحذ همته ويشجع رغبته علي المشاركة السياسية في ظل تزايد الإحساس والثقة بأن صوته الحر يمثل عنصرا رئيسيا علي طريق تحديد بوصلة الاتجاه السياسي للوطن داخليا وخارجيا وبما يتناسب مع حتمية تلبية الاستحقاقات الواجبة بأقل كلفة ممكنة! 

ولو سئلت عن رأيي في المرشح الافضل لرئاسة مصر في المرحلة المقبلة لقلت دون تردد إنه المرشح الذي يملك شجاعة الجرأة علي مواجهة الشعب بالحقائق مهما كانت مرارتها حتي يمكن لهذا الوطن أن يمتلك القدرة اللازمة لمجاراة العصر الذي نعيشه من خلال الفهم العميق لمتطلبات المعادلة الصعبة للتوفيق بين طموحات مشروعة يجب مواصلة السعي لتحقيقها وبين إمكانيات محدودة يتحتم علينا العمل الجاد لمضاعفتها.