جاسر عبدالعزيز الجاسر

 الإرهاصات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة لا تسمح بالسكوت والاستمرار في التغاضي عن التجاوزات التي تواصل القوى والدول التي تستهدف المنطقة ودولها المحورية القيام بها، إذ إن الوضع وصل إلى حد تهديد الهوية العربية وكيانات الدول وبالذات الدول التي وقفت وتقف للدفاع عن هويتنا القومية وكيانات الدولية، والمقصود بالدول واضح ولا يحتاج إلى أدلة، فالمملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية والكويت هي في مقدمة الدول المستهدفة، بعدما تمكنت القوى المعادية للعرب من إسقاط دول محورية عربية مهمة مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، والقوى التي تستهدف الدول العربية والتي تستهدف الآن السعودية ومصر هي نفسها التي استهدفت لبنان واليمن والعراق وسوريا وليبيا والبحرين وحاولت بلا كلل النيل من سيادة وأمن مصر والكويت والسعودية والأردن.

إذن الأمر أصبح واضحاً وجلياً لا يقبل مخاطرة التأجيل أو السكوت عما يحوكه الذين يستهدفون الهوية العربية أولاً عن طريق إسقاط الكيانات الوطنية، هم نجحوا في إسقاط كيانات وطنية مهمة وظفت حاليا كأدوات لتنفيذ أجندة تدمير الكيانات الوطنية التي تواجه أجندة التآمر، حاولوا توظيف العراق عبر تحريك المليشيات الطائفية واختطاف القرار السياسي والسيادي إلا أن العراقيين أوقفوا لعبة توظيف الأشقاء ضد أشقائهم، ومع أن الطريق أمامهم طويل إلا أن النتائج التي تحققت حدت وإلى حد كبير من فرص نجاح القوى المعادية للعرب.

معالجة نافذة العراق لم تثنِ القوى المعادية، التي لا يمكن إخفاؤها فالكل والجميع يعرف أن النظام الإيراني وملالي إيران يعملون وبكل الطرق والوسائل على تدمير الدول العربية والسيطرة عليها من خلال عملاء وأتباع لا تربطهم بالأوطان العربية علاقة، فإما أن يكونوا من أصول فارسية أو أنهم رضعوا فكراً طائفياً منحرفاً، وإذ تمت وبنجاح أولى خطوات إغلاق نافذة العراق، فإن ملالي إيراني اتجهوا إلى لبنان لتكون المحطة الرئيسة لإدارة عمليات تدمير وتخريب الدول العربية من خلال توظيف عملاء وتابعين لملالي إيران تم شراؤهم بالرشى المالية والسياسية مما مكنهم من تحويل لبنان إلى أداة لتنفيذ أجندات النظام الإيراني، بحيث تحوّلت لبنان إلى «دولة عدوة» للدول العربية وبالذات دول الخليج العربية.

نعم لبنان من خلال سيطرة مليشيات حزب الله والجماعات والأحزب المتحالفة معه، تحول إلى دولة عدوة للعرب ولدول الخليج العربية، على أرض لبنان يتدرب الإرهابيون الذين يرسلون إلى دول الخليج العربية وحتى مصر لتنفيذ الأعمال الإرهابية، ومن لبنان يرسل الخبراء والمدربون لتدريب مليشيات الإرهاب في اليمن والبحرين والكويت.

ومن لبنان ترسل الصواريخ الإيرانية لضرب المدن السعودية والتهديد بضرب المدن الإماراتية، ومن لبنان تبث قنوات التلفزيون التي تحرض على التمرد ونشر الفتن والفوضى في الدول العربية.

كل هذا تقوم به لبنان ومع هذا سكتنا طويلاً على أمل أن تستيقظ ضمائر الشرفاء منهم، وبعد أن كشف سعد الدين الحريري المستور وأعلن بكل شجاعة عن اختطاف لبنان من قبل مليشيات حزب الله ذراع إيران الإرهابية، أصبح الأمر جلياً، ويجب أن نجاري الحريري وأن نتحدث بصراحة.

غدًا نواصل..