مرسى عطا الله 

ونحن متجهون إلى انتخابات رئاسية فى مطلع العام المقبل ينبغى أن نضع فى اعتبارنا أن منصب الرئاسة فى مصر وفى مثل هذه الأحوال الاستثنائية التى أفرزتها سنوات الفوضى لا يعنى جاها أو تشريفا أو ترفا، وإنما هو مسئولية صعبة وثقيلة من أجل صنع وبناء الترتيبات الضرورية والعاجلة لإزالة ونسف ألغام الإرهاب والتطرف التى مازالت تهدد بنيان وكيان الدولة المصرية! 

وإذا كنا قد نجحنا فى السنوات الأخيرة بعد ثورة 30 يونيو فى قطع خطوات لا بأس بها لاستعادة الأمن والاستقرار، فإن ذلك لا يعنى أننا قد نجحنا تماما فى تصفية التركة الهائلة والمخيفة التى أورثتنا إياها أحداث 25 يناير وما تلاها من خطوات وقرارات عشوائية أدت إلى تحويل معظم مؤسسات الدولة إلى مجرد هياكل فارغة تماثل مجموعة سفن غارقة، وتحتاج إلى قبطان ماهر قادر على الإنقاذ واستكمال مهمة السيطرة على إعصار الفوضى الهائج منذ سنوات! 

أريد أن أقول بكل وضوح: إن الانتخابات الرئاسية الوشيكة ليست مجرد استحقاق دستورى وإنما هى بمثابة استكمال للجمهورية الأولى التى تأسست عام 2014 وفق خريطة 3 يوليو 2013 حتى يمكن الاطمئنان إلى بلوغ الهدف المنشود فى تثبيت أركان الدولة ومعالجة ثغراتها وسد فجواتها. 

أتحدث عن حلم المصريين فى الذهاب إلى دولة حديثة تعبر عن إرادة المصريين الذين مازالوا ينتصرون لثورة 30 يونيو وينتظرون بفارغ الصبر أن تأتى مرحلة جنى الثمار وهى ليست ببعيدة إذا قويت العزائم وصدقت النوايا! 

وإذا كانت الرئاسة حلما مشروعا لكل مواطن فإن المسئولية تحتم على كل طامح أن يدرك أن التركة ثقيلة، وأن منافسة الرئيس السيسى ليست بالأمر السهل وتحتاج إلى جهد كبير يوازى ما أنجزه الرجل وهو كثير، ولكن أهم هذه الإنجازات هو استعادة الشعور بالأمن والأمان وإجهاض هاجس الخوف من نموذج سوريا والعراق!