خالد السليمان

إيران تعمل والعرب يصدرون بيانات الإدانة والشجب والاستنكار، تماما كما كان الحال مع أعمال إسرائيل العدوانية والاستيطانية طيلة عقود من الصراع العربي الإسرائيلي، وحدها السعودية اليوم اختارت أن تقابل الأعمال الإيرانية بأعمال تتصدى لها وتضع حدا لعبثها!

التصدي السعودي لإيران، ليس نزاعا على نفوذ إقليمي أو بحثا عن هيمنة شعبوية، بل هو دفاع عن أمن قومي وذود عن مصالح وطنية وضمان لاستقرار إقليمي، بعد أن أخفقت الدول الكبرى في التعامل مع أزمات المنطقة، وساهم الاتفاق النووي الذي أبرمه الغرب مع إيران في إطلاق الوحش الإيراني من قفصه لينقض لفرض هيمنته على المشرق العربي!

السعودية وجدت نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تقف متفرجة على المشروع الإيراني وهو يطوقها من كل جانب، أو أن تتحرك لتقطع الطريق عليه في البحرين واليمن بدفع قواتها لحفظ استقرار البحرين وإجهاض انقلاب الحوثي في اليمن، وتتصدى له في العراق وسوريا بمد الجسور مع العراق والبحث عن الحلول العادلة في سوريا!

اختارت المملكة أن تأخذ بزمام مبادرة الدفاع عن مصالحها بنفسها، لأن المسألة في ظل فوضى المنطقة وتخاذل المجتمع الدولي أصبحت متعلقة بمسألة وجود، لا بنزاعات هامشية!

في اليمن بالذات كان التدخل ضروريا مهما كانت التكلفة، فلنا أن نتخيل لو أن الحوثي اكتسب صفة السلطة الشرعية، وامتلك سيادة تقرير علاقاته الخارجية، أي مستعمرة إيرانية سيكون اليمن وأي غابة صواريخ سيتحول!