علي البغلي

 سجل موقع التجارة الالكترونية الصيني العملاق «علي بابا» مبيعات بقيمة مليار دولار خلال أول دقيقتين من بدء يوم التسوّق في الصين، المعروف باسم «يوم العزاب».. الذي حل يوم السبت الماضي (11 نوفمبر الجاري)، وبنفس التاريخ من كل عام.. موقع «علي بابا» الصيني وباسمه العربي الذي أفتخر شخصياً بحمله، بدأ يوم التسوّق العالمي ببث حفلة تلفزيونية بمشاركة شخصيات شهيرة، مثل المطرب فاريل ويليامز، ونجوم هوليوود، مثل: نيكول كيدمان، ووفان ينج ينج.. الخبر يقول: ان الصين تحتفل يوم 11 نوفمبر من كل عام بعيد «العزاب»، حيث يعتبره «العزاب» يوماً خاصّاً بهم ويوماً للاسترخاء، وفرصة للعثور على شريك حياة مثالي.. أملاً في توديع عصر الوحدة والعزوبية في وقت مبكر، حيث اتجهت المتاجر الكبرى، ومواقع التجارة الالكترونية في الصين إلى اعتباره يوما للتسوّق، تقدم فيه تخفيضات كبيرة على غرار «الجمعة البيضاء» في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

* * *
قرأت هذا الخبر، فرثيت على أحوالنا من أكثر من ناحية.. فالشباب بين ظهرانينا، الذين اتسمت تصرّفات كثير من المنتمين اليه مؤخراً بالعنف اللفظي والجسدي، لا يجد أي تقدير أو تركيز خاص بالاهتمام به؟! يكفي «هيئة المشروعات الصغيرة» بميزانيتها المليارية التي لم تصل إلى درجة الطموح لا في إدارتها السابقة.. ولا إدارتها الصامتة (محلك سر الحالية!).. ويكفي الفساد المستشري وتبوؤ المناصب القيادية للشباب، لا للكفاءة ولا للخبرة، لكن ربما للصلة.. ونظرة إلى التعيينات الأخيرة في المناصب القيادية للهيئات الاقتصادية، والهيئات المستقلة والرقابية، تثبت أن غالبا الشباب غير المناسب وضع في المكان غير المناسب! ربما من أجل عين ألف عين تكرم! لذلك ما زلنا نتردى في أغلب المعايير الدولية للفساد، والشفافية، والحوكمة، والاقتصاد، والتعليم، حتى صرنا في أسفل تلك المعايير!! لأننا لا نشجّع المبادرين، ما لم يكن لهم ظهر!
وذلك جنى شاب صيني «مليار دولار» من خلال اسم «علي بابا»، وليس «الأربعين حرامي»!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.