أبها 

قال معهد brookings الأميركي في تقرير له، إن كثيرا من الانتقادات الموجهة للسياسة الخارجية الأميركية تتعلق بسياسة حافة الهاوية مع كوريا الشمالية، أو مواقفها المتناقضة تجاه الصين وإيران، مشيرا إلى أن أسوأ سلوكيات واشنطن ترتبط بتعاملها مع أصدقاء أميركا. وأوضح التقرير أن تاريخ أميركا ليس بالتاريخ المثالي، وبإمكان الفيتناميين الجنوبيين الشهادة على ذلك، ولكن مثل هذا الإهمال هو الأمر المُستثنى، حيث برزت الولايات المتحدة كقائدة للعالم الحر، ووثق حلفاؤها في سياستها سواء بإبقاء روسيا خارج أوروبا أثناء الحرب الباردة، أو تحرير الكويت من العدوان العراقي، أو بناء نظام تجاري عالمي قوي. وحسب التقرير، فإن الوسيط الجيد لا يتخلى عن أصدقائه غير أنه في إدارة ترمب، فشلت الولايات المتحدة في الأدوار المطلوبة منها، ونتيجة ذلك يواجه العالم معاناة حقيقية.

ترك المجال لإيران 


انتقد التقرير موقف أميركا غير الواضح من الأزمة القطرية، وهو ما جعل الأزمة تتفاقم خاصة أن قطر تدعم جماعة الإخوان، كما أن تركيا انحازت إلى قطر، وتعمل حاليا على تأسيس قاعدة عسكرية هناك. الموقف الأميركي نفسه، بدا خلال أزمة الحكومية العراقية وإقليم كردستان، إذ إن كلا الطرفين عملا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش، والآن رفعا السلاح في وجه بعضهما بعضا في صراع على مدينة كركوك والأراضي الأخرى المُختلف عليها في الشمال العراقي. ولفت التقرير إلى أن إيران تستغل الانقسامات المحلية في العراق، كي تزيد من نفوذها، مؤكدا أنه إذا لم تتحد الدول الخليجية، فسيكونون أقل ترجيحا في مقدرتهم على تقليل سطوة إيران في هذا البلد، وفرض جبهة موحدة على الحرب الأهلية في سورية.

التخلي عن الدور المحوري 


الأسوأ من ذلك، وفقا للتقرير، هو أن تخلي الولايات المتحدة عن دورها المحوري، سمح بتدخل خصوم الولايات المتحدة، حيث قامت إيران بتوسيع علاقاتها واستغلال الخلاف بين العرب والأكراد في العراق من أجل زيادة نفوذها هناك، كما تعمل إيران على تقوية علاقاتها مع المتمردين الحوثيين في اليمن ضد السعودية، فيما استغلت روسيا هذا الوضع بلعب دور أكبر في سياسات الطاقة العراقية، وبذلك زادت من سطوتها في كُل من بغداد وأربيل. وحسب التقرير، فإن ردة فعل إدارة ترمب أمام هاتين الأزمتين كانت إما القيام بلا شيء، أو حتى القيام بما هو أسوأ في بعض الأحيان، موضحا أنه عندما تقف الولايات المتحدة صامتة أم أزمات حلفاء لها، فإنها لن تحصل على أي شيء.


ترقب الحلفاء 


دعا التقرير الولايات المتحدة إلى إنهاء التدخل الإيراني في المنطقة، مبينا أن جميع الحلفاء ينتظرون الولايات المتحدة كي تستلم دورها القيادي، كما يتطلع العراقيون إلى أن تستخدم أميركا علاقاتها الوثيقة مع أربيل وبغداد لإيقاف القتال، وأن تجد التسوية المناسبة لجميع الأطراف. ونقل التقرير عن وزير الخارجية الأسبق جورج شولتز، مطالبته للدبلوماسيين الأميركيين بأن يقضوا معظم وقتهم في العمل مع الحلفاء بشكل مستمر، خصوصا في المراحل الأولية من أي أزمة وقبل أن تتفاقم. وأكد التقرير أن الولايات المتحدة فاشلة في دبلوماسيتها، مشددا على أنه دون أن تقوم أميركا بدورها، فإن العالم سيكون مكانا أكثر خطورة.