عبدالله بن بجاد العتيبي 

ضرب ‬الإرهاب ‬مجدداً ‬في ‬سيناء ‬مصر، ‬مخلفاً ‬أكثر ‬من ‬305 ‬قتلى ‬وأكثر ‬من ‬100 ‬جريحٍ، ‬في ‬عمليةٍ ‬غير ‬مسبوقةٍ ‬في ‬حجمها ‬وطريقة ‬تنفيذها، ‬وهي ‬استمرار ‬للإرهاب ‬الذي ‬يستهدف ‬مصر ‬والعديد ‬من ‬الدول ‬العربية ‬والعالم ‬أجمع. لم ‬يكد ‬حبر ‬المطابع ‬يجف ‬بإعلان ‬الدول ‬الأربع ‬المحاربة ‬للإرهاب ‬والمقاطعة ‬لقطر ‬في ‬إعلان ‬القائمة ‬الثالثة ‬للكيانات ‬والأفراد ‬المنتسبين ‬للإرهاب ‬والمدعومين ‬من ‬قطر، ‬حتى ‬كان ‬هذا ‬الحادث ‬الإرهابي ‬المجرّم ‬في ‬كل ‬الأديان ‬وكل ‬القوانين. كانت ‬الرسالة ‬واضحةً ‬بإعلان ‬القائمة ‬الثالثة ‬للإرهاب ‬المتعلق ‬بقطر ‬والمدعوم ‬منها، ‬أن ‬مقاطعة ‬النظام القطري ‬لن ‬تتزحزح ‬قيد ‬أنملةٍ ‬ما ‬لم ‬يتراجع هذا النظام، ‬بل ‬إنها ‬في ‬تصاعدٍ ‬مستمرٍ، ‬ومع ‬استمرار ‬الدول ‬الأربع ‬في ‬خطط ‬التنمية ‬الكبرى ‬وفي ‬ربح ‬المكانة ‬والتأثير ‬على ‬موازين ‬القوى ‬في ‬المنطقة ‬والعالم ‬ترزح ‬قطر ‬تحت ‬نير ‬استراتيجيتها ‬الداعمة ‬للأصولية ‬والإرهاب.

الإرهاب ‬في ‬سيناء ‬مدعوم ‬من ‬دولتين ‬رئيسيتين: ‬قطر ‬وتركيا، ‬عبر ‬دعم ‬جماعة ‬«الإخوان» ‬أصل ‬كل ‬الإرهاب ‬المعاصر ‬بجماعاته ‬وتنظيماته، ‬والتي ‬لم ‬تتخلّ ‬يوماً ‬عن ‬الإرهاب ‬والعنف ‬وإن ‬أبدت ‬شعاراتٍ ‬كالحرية ‬والحقوق ‬ونحوها ‬ذراً ‬للرماد ‬في ‬العيون ‬فقط، ‬وفق ‬معادلة ‬واضحةٍ ‬بعد ‬ما ‬كان ‬يعرف ‬ب«الربيع ‬العربي»: «‬يا ‬نحكمكم ‬يا ‬نقتلكم»‬.

تضمنت ‬القائمة ‬الثالثة ‬للإرهاب ‬كيانين ‬رئيسيين: ‬«الاتحاد ‬العالمي ‬لعلماء ‬المسلمين»، ‬و«المجلس ‬الإسلامي ‬العالمي» المعرف اختصاراً باسم «‬مساع» ‬مثّلا ‬محاولة ‬قطرية ‬لضرب ‬المؤسسات ‬الدينية ‬التقليدية ‬كالأزهر ‬في ‬مصر ‬و«هيئة ‬كبار ‬العلماء» ‬في ‬السعودية، ‬وقد ‬كان ‬الأول ‬معبراً ‬أكثر ‬عن ‬«جماعة ‬الإخوان» ‬وما ‬شابهها ‬فيما ‬يعبر ‬الثاني ‬عن ‬جماعات ‬تمثل ‬ما ‬كان ‬يعرف ‬بالسلفية ‬السياسية ‬وأحزاب ‬الأمة ‬ونحوها، ‬وقد ‬فشل ‬المجلسان ‬في ‬المخطط ‬المرسوم ‬لهما ‬قطرياً.

بلا ‬دينٍ ‬ولا ‬أخلاقٍ ‬ولا ‬إنسانيةٍ، ‬اختار ‬المهاجمون ‬بيتاً ‬من ‬بيوت ‬الله ‬واستهدفوا ‬الركع ‬السجود، ‬وقتلوا ‬العزّل ‬والطاعنين ‬في ‬السنّ ‬والأطفال، ‬فقتلوا ما يزيد على 300 شخص ‬منهم ‬27 ‬طفلاً، ‬وجرحوا ‬120 ‬وهو ‬ما ‬فعلوه ‬من ‬قبل ‬في ‬عددٍ ‬من ‬كنائس ‬مصر، ‬فالمدنيون ‬الآمنون ‬هدف ‬مباحٌ ‬لكل ‬الغادرين ‬من ‬أبناء ‬جماعة ‬«الإخوان» الإرهابية.

جاء ‬في ‬القائمة ‬الثالثة ‬تصنيف ‬11 ‬فرداً ‬من ‬تيارات ‬شتى، ‬فمنهم ‬الإرهابي ‬السني ‬المنتمي ‬ل«جماعة ‬النصرة» ‬أو ‬«داعش»، ‬ومنهم ‬الإرهابي ‬الشيعي ‬المنتمي ‬لولاية ‬الفقيه ‬أو «‬هتلر ‬الشرق» ‬في ‬إيران، ‬ومنهم ‬من ‬ثبت ‬بحقه ‬دعم ‬وتمويل ‬الإرهاب، ‬ومنهم ‬شخصيتان ‬مهمتان ‬من ‬قيادات ‬جماعة ‬«الإخوان» ‬في ‬مصر، ‬هما: ‬محمود ‬عزت ‬القائم ‬بأعمال ‬المرشد ‬الحالي ‬محمد ‬بديع ‬بعد ‬سجن ‬الأخير، ‬وهو ‬أحد ‬تلاميذ ‬سيد ‬قطب ‬الذين ‬رضعوا ‬ثدي ‬فكر ‬الإرهابي ‬الكبير ‬سيد ‬قطب ‬مباشرةً، ‬وأحد ‬صقور ‬الجماعة ‬منذ ‬عقود، ‬وكذلك، ‬جمال ‬حشمت ‬أحد ‬قيادات ‬الجماعة ‬الناشط ‬في ‬دعم ‬ونشر ‬الإرهاب ‬في ‬مصر.

الرسائل ‬لقطر ‬مهمةٌ، ‬قطر ‬صغيرةٌ ‬جداً ‬جداً ‬جداً ‬كما ‬صرح ‬سابقاً ‬ولي ‬العهد ‬السعودي، ‬ولذلك ‬لم ‬يشر ‬لها ‬أي ‬إشارةٍ ‬في ‬حواره ‬مع ‬الصحفي ‬توماس ‬فريدمان ‬المنشور ‬في ‬«نيويورك ‬تايمز»، ‬ولا ‬عودة ‬للدول ‬الأربع ‬عن ‬استراتيجية ‬محاربة ‬الإرهاب، ‬وإدانة ‬قطر ‬ستستمر ‬تتراكم ‬وتكبر ‬ككرة ‬الثلج، ‬ولن ‬تتوقف ‬حتى ‬تعود ‬قطر ‬لرشدها.

المعركة ‬مع ‬الإرهاب ‬يجب ‬أن ‬تكون ‬معركةً ‬صفريةً، ‬لأنها ‬معركة ‬وجود ‬أو ‬عدمٍ، ‬وليس ‬فيها ‬أنصاف ‬حلولٍ، ‬وما ‬حادث ‬مسجد ‬الروضة ‬بالعريش ‬الذي ‬نقل ‬المعركة ‬مع ‬الإرهاب ‬إلى ‬مستوى ‬جديد ‬إلا ‬مثالٌ ‬صارخٌ ‬على ‬وجوب ‬خوض ‬هذه ‬المعركة ‬إلى ‬النهاية. ينبغي ‬أن ‬يتجه ‬التصنيف ‬بالإرهاب ‬إلى ‬أنشطة ‬قطر ‬الأخرى، ‬الإعلامية ‬والثقافية ‬والخيرية ‬لإحكام ‬الخناق ‬عليه ‬وتسريع ‬الإدانة ‬الدولية ‬لها.

أخيراً، ‬لدى ‬هذه ‬الجماعات ‬مشروع ‬أسماه ‬كاتب ‬هذه ‬السطور ‬قبل ‬سنواتٍ «‬مشروع ‬تقليل ‬المسلمين» ‬إما ‬معنوياً ‬بالتكفير ‬وإما ‬مادياً ‬بالقتل، ‬والحرب ‬على ‬الإرهاب ‬مستمرةٌ.