ارتفع منسوب التفاؤل بعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها في لبنان وتحديداً إلى ما قبل إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، ومن ثم قرار تريُّثِه، وذلك انطلاقاً من الدعوة إلى جلسة للحكومة، الأسبوع المقبل، حيث من المتوقّع إجراء تعديلات طفيفة على البيان الوزاري مرتبطة ببند «سياسة النأي بالنفس» يرى بعض النواب أنها لا تحتاج للعودة لمجلس النواب.


وقد أبدى، يوم أمس، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ارتياحه لـ«مسار الوضع منذ بدء الأزمة الأخيرة»، ونقل عنه النواب في لقاء الأربعاء، قوله إن «الإجماع اللبناني الذي تجلى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الأزمة شكل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره». وجدد التأكيد على أن «الانتخابات النيابية ستجري في موعدها»، مشيرا إلى أن «مشاركة الاغتراب اللبناني في هذه الانتخابات خطوة مهمة تندرج في إطار ما أكدنا عليه دائماً بأن المغتربين هم جزء عزيز لا يتجزأ من الوطن».

وتطرق الرئيس بري إلى عمل المجلس النيابي، مشيراً إلى أهمية القوانين المدرجة على جدول أعمال جلسة اللجان المشتركة المقبلة، وقال: «عندما تتوافر مشاريع واقتراحات القوانين المنجزة فسأدعو إلى جلسة تشريعية عامة».

بدوره، أكد النائب في كتلة التنمية والتحرير علي بزي الذي كان حاضرا اللقاء، أن «أجواء الرئيس نبيه بري إيجابية، وهو متفائل وهناك إصرار على المحافظة على أجواء الوحدة الاستقرار التي تجلت أخيراً، وهناك إمكانية لاجتماع مجلس الوزراء بعد عودة رئيس الجمهورية من السفر».

وأشار إلى أن الأمور تتجه نحو الخواتيم المرجوة والجديد في كل ما يحصل هو شعار النأي بالنفس الذي يجب أن يكون متبادلاً من الداخل والخارج.

كذلك، نقل النائب في الكتلة نفسها، أنور الخليل «الأجواء الإيجابية عن بري»، لافتاً إلى أن هناك إجماعاً بين الرئاسات الثلاث على أن تكون الأشهر الخمسة الفاصلة عن موعد الانتخابات، مستقرة وآمنة».

ولفت في حديث إلى «وكالة الأنباء المركزية» إلى أنه وبالنسبة إلى الكلام عن تعديلات وزارية «الأمر غير وارد، فالتعديل يتطلب ثقة من مجلس النواب، والوقت لا يسمح بذلك»، مشيراً إلى أن «تضمين البيان الوزاري عبارة النأي بالنفس سيكون من خلال تنقيحات طفيفة جدا وليس تعديلاً يتطلب عودة إلى مجلس النواب»، مضيفاً أن «النأي بالنفس موجود أصلاً في البيان الوزاري، ولكن قد يحتاج إلى تعديل بعض الكلمات».

التفاؤل نفسه عبّر عنه أيضاً، كل من النائبين في كتلة المستقبل خالد زهرمان ومحمد الحجار. وقال زهرمان في حديث إذاعي: «الأجواء إيجابية ومتجهة إلى الحلحلة. الكرة الآن في ملعب الفريق الذي يُسهِم في زعزعة أمن بعض الدول (حزب الله)، وإلى أي مدى هو مستعد للتنازل في سبيل الاستقرار الداخلي». وأكد أن «تحييد لبنان عن الحرائق المشتعلة من حولنا يجب أن يكون من الجميع وألا يقتصر على فريق محدد».

من جهته، توقّف الحجار عند البيان الصادر عن القصر الجمهوري بعد المشاورات التي أجراها الرئيس ميشال عون، مشيراً إلى أنه «تمّ التوافق على نقاط أساسية ستعرض لاحقاً على المؤسسات الدستورية بعد استكمال المشاورات بشأنها إثر عودة عون من إيطالياً»، مضيفاً: «هذا يدلّ على أن الصيغ لم تتبلور بشكل كامل بعد».

وفي حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، لفت الحجار إلى أن «عملية بلورة هذه الصيغ، قطعت شوطاً، لكن لا يزال هناك بعض النقاط التي يتم البحث فيها من أجل التوصل إلى تفاهم يهدف إلى التوصل لصيغة عملية لمعنى «النأي بالنفس»، مشدداً على أن «الجميع يستشعر أهمية هذه النقاط وفي الوقت نفسه يستشعر خطورة المرحلة الراهنة».