أشرف الصباغ

قال مراقبون إن هناك حالة من الارتياح لإمكانية البدء في مرحلة انتقالية بسورية، بدأت بوادرها في مؤتمر الرياض 2، حيث نجحت السعودية في توحيد وفد المعارضة الذي يقود المفاوضات في جنيف 8 حاليا، لتأسيس سورية الجديدة، بعد رحيل نظام الأسد.

رغم التباين الواضح بين مواقف المعارضة السورية التي اجتمعت مؤخرا في الرياض وقمة سوتشي التي جمعت رؤساء روسيا وإيران وتركيا، كدول ضامنة في صيغة «أستانا» حول سورية، بما فيها تناول عدد من القضايا الجوهرية، وعلى رأسها مصير بشار الأسد، فقد أشار عدد من المراقبين إلى تقاطع بعض مخرجات قمة سوتشي مع مؤتمر «الرياض 2»، لافتين إلى أن أبرز هذه المخرجات هي أن كلا التجمعين يمهدان لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني السوري في روسيا العام المقبل. يأتي ذلك في وقت قال المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إن الجهود السعودية كانت وراء مشاركة المعارضة بوفد موحد للمرة الأولى، مضيفا أنه حان وقت التوصل إلى حل سياسي في سورية بعد تراجع تنظيم داعش، مشيرا إلى أن المباحثات في جنيف 8 ستتواصل حتى منتصف ديسمبر المقبل. وشدد دي ميستورا قائلا إن كل دول مجلس الأمن أكدوا أن العملية السياسية الوحيدة هي بقيادة الأمم المتحدة، وأن التوسط بين الطرفين مسألة مهمة، وتمكنا من إحراز تقارب. لافتا إلى أن اجتماعات أستانا لم تكن مباشرة، ونجحت في تحقيق اختراق.


حالة من الارتياح 
حسب المراقبين، فإن هناك حالة من الارتياح لإمكانية البدء في مرحلة انتقالية تفصل بين مرحلة الحرب الواسعة وبين مرحلة جديدة قد تبدأ بوادرها بعد «جنيف 8». أي أن نجاح هذه المرحلة الانتقالية قد يقود إلى البدء في المرحلة الثانية من الأزمة السورية، وهي مرحلة التسوية السياسية.
وقالوا إنه في ضوء مؤتمر «الرياض 2» وقمة سوتشي، ظهرت بوادر إعادة صياغة للمواقف تتصدرها المرونة في إمكانية البدء في مرحلة انتقالية تمهيدا لعملية تسوية سياسية، قد تظهر بشائرها في الجولة الثامنة لجنيف أو بعدها، ولكنها ستكون ببدايات هشة تتخللها عمليات عسكرية واشتباكات. 
ونقل المراقبون عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن أطراف قمة سوتشي الثلاثية توافقوا على بدء العمل لإطلاق حوار سوري وطني شامل وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، ومواصلة العمل على تعزيز وقف الأعمال القتالية، والتطبيق المستدام لخفض التصعيد، ورفع الثقة بين أطراف الأزمة السورية، مشددا على أن «مؤتمر الحوار الوطني سينظر في القضايا المحورية للأجندة الوطنية العامة في سورية، وعلى رأسها ما يتعلق بوضع معايير لهيكل الدولة السورية المستقبلية، وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات على أساسه بمراقبة من الأمم المتحدة.


توحيد الصفوف 
أضاف المراقبون أن تلك الرؤية المتفائلة جاءت على خلفية أعمال مؤتمر «الرياض 2» الذي كرس جهوده لتوحيد صفوف المعارضة السورية، استعدادا لجولة جنيف الحالية، في ظل تعجل مثير للتساؤلات من جانب روسيا وتركيا وإيران في إقرار أمر واقع عبر صيغة أستانا ومؤتمر الحوار الوطني السوري، على الرغم من تحذيرات هذه الدول الثلاث من أن الإرهاب لم ينته بعد في سورية. 
وأشار المراقبون إلى أنه لا تزال هناك خلافات على تفسير العديد من بنود ومفاهيم قرار مجلس الأمن رقم 2254. وبالتالي، فالمرحلة الانتقالية (بين مرحلة الحرب الواسعة التي استمرت طوال 6 سنوات وبين مرحلة التسوية التي لم تبدأ بعد) قد تشهد اشتباكات ومعارك، وربما عودة مجموعات داعشية، أو ظهور مجموعات إرهابية جديدة تماما.


تطورات سورية 
01- مؤتمر الرياض 2 أسهم في مشاركة المعارضة بوفد موحد بجنيف 
02- التأكيد على أن العملية السياسية الوحيدة هي بقيادة الأمم المتحدة
03- إعادة صياغة للمواقف لإمكانية البدء في مرحلة انتقالية
04- مواصلة العمل على تعزيز وقف الأعمال القتالية