علي الجحلي 

قرأت خبر إصدار حكم شرعي على مؤيد لـ"داعش" قدم المعلومات واتفق مع التنظيم المجرم على قتل رجال أمن الدولة. هذا المجرم المتآمر على الوطن ورجال أمنه لا بد أن يكون عقابه عبرة لمن يعتبر.

رغم أن قناعتي بأن الحكم الذي صدر بحقه أقل مما يستحق بسبب الربط بين ما فعل ومحاولة التأليب على الوطن ونشر الفتن والاعتداء على المقدرات وبث الرعب والخوف بين الناس.
هذه الفرقة الخطيرة التي يجب أن نتعامل معها بكل حذر وأن نبلغ عن أعضائها كواجب وطني، لا يمكن أن تمت للإسلام بصلة، فهي تقتل المسلمين فقط. ثم تقتل مَن بينهم وبين المسلمين عهود ومواثيق، ثم تسيء إلى سمعة الدين وتعارض أهم نقاط ارتكازه وهي الدعوة بالحسنى ونقاش المخالف بالمنطق. ثم هي تتفق مع أعداء الإسلام في كثير من المفاهيم والسلوكيات.
يكفي أن نشاهد ما تفعله هذه الجماعة الخارجة في العراق وسورية وهما البلدان اللذان ذاق فيهما المسلمون الأمرين من هذه الفرقة الخطيرة، ثم إن النظر إلى ما يفعلونه في اليمن من دعم الحوثي والمساهمة معه في تدمير ديار المسلمين وقتل أبناء اليمن في أغلب المدن، مشهدان يجعلان الواحد لا يصدق أنه يمكن أن يتشدق أحد بانتمائه لهذه الفرقة الخطيرة أو حتى يقبل ذلك في سره.
الخطر الداهم الموجود بيننا يجعل الجميع على حال واحد في مسؤولية الرقابة والانتباه لما تنتهجه هذه الفرقة من أساليب في تجنيد البسطاء وصغار السن الذين لا يفقهون الكثير من أمور الدنيا، وهم لأمور الدين أجهل، فيستغلون الحماس ويلوون أعناق الآيات لإثبات مواقفهم المخزية للدين ويبحثون في المتشابه والمنسوخ، ويقتطعون النصوص لإثبات وجهات نظرهم ثم يرمون بها إلى المساكين فيكون المساكين وقودا لحرب كبرى وهم لا يعلمون أنهم مستغلون.
أعتقد أنه من المهم أن تكون هناك إحصائيات دقيقة ونتائج منطقية يمكن أن تدلنا على الوسائل الأجدى التي يمكن بواسطتها أن نوقف هؤلاء ونحرمهم فرص تدمير الشباب. إحصائيات عن الضحايا ومواقعهم وظروفهم المعيشية وأساليب هؤلاء المارقين في التجنيد والتأثير فيمن يريدون أن ينهوا حياتهم ويدمروا مستقبلهم، فهو حق آباء وأمهات هؤلاء الذين أصبحوا حطبا لحريق هائل يجب أن نطفئه جميعا.