إد روجرز 

تبدو رئاسة دونالد ترامب متشعبة، فهناك انقسام، لكن ليس على الطريقة التي يتصورها كثير من الناس، وإنما يوجد انقسام حاد بين عالم الحكم في رئاسة ترامب، والعالم الذي ترسمه الصحف.

وعلى صعيد الحكم، هناك بعض الأشياء المهمة تحدث، حيث يمكن أن يفضي الإصلاح الضريبي إلى النمو الاقتصادي على المدى الطويل، ومبادرات الهجرة الأخيرة سيكون لها تأثير دائم على الحدود، وتأثير شديد على المهاجرين الذين يحاولون الدخول بطريقة غير شرعية إلى الولايات المتحدة، وتم ملء مناصب القضاة الشاغرة بمعدل غير مسبوق، وتفضل الأسواق ما تراه من تخفيف القيود التنظيمية، على نحو كان له تأثير نفسي قوي على الشركات وقطاع الأعمال. وسجل مؤشر «داو» مستويات قياسية مرتفعة، وبلغت ثقة المستهلك أعلى مستوياتها منذ نوفمبر من عام 2000.

لكن كما يرى مقال في «واشنطن بوست»، يوم الأربعاء الماضي، يتصور «مستشارون وأصدقاء لترامب أنه يشعر بالقوة، بل وأنه لا يُقهر، عندما يتواصل على النحو الذي يختاره، لا سيما بشأن القضايا الثقافية، معتقداً أن مواقفه تصب في صالحه سياسياً، من خلال تقوية قاعدة مؤيديه».

ورغم أنني اشتغلت في السياسة طوال حياتي العملية، فإن من الصعب أن أفهم كيف يمكن لمسؤول تقل مستويات تأييده عن 40 في المئة، أن يتصور أنه يقوم بالشيء الصحيح، لكن هذا ما نحن فيه!

ورغم أن كثيراً من وسائل الإعلام الإخبارية انشغلت بفضائح التحرش التي تورط فيها كثير من «الديمقراطيين» في الكونجرس، والليبراليين في هوليوود، ورموز إعلامية، إلا أن الرئيس لا يزال يتعرض لهجوم بسبب «شريط فيديو» نشره «بيلي بوش» يتناول تصريحات لترامب في عام 2005 حول الناس، ولا يبدو أن رسائل التذكير شبه اليومية بتعليقات الرئيس في الماضي كافية، فقد واصلت «واشنطن بوست» كيل الانتقادات له الأسبوع الجاري، ويبدو أن الطبيعة السريعة لتغريدات ترامب الغريبة، وسلوكه الغاضب، وانتقاداته أصبحت الشغل الشاغل، وأضحت حاضرة دائماً، ولا يمكن لمعظم وسائل الإعلام التركيز على شيء آخر، ولو قليل. ولم يعد السؤال حول ما إذا كان ترامب سيتغير، وإنما حول ما إذا كان سلوكه لن يستمر في التعايش مع التقدم في وضع السياسات!

«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»