عبد الله ناصر الفوزان

شاهدت مقابلة عجيبة لقناة الجزيرة مع عزام الأحمد ووجه عجبها أنها بدت ليست مقابلة بل استجواب ساخن يحاول فيه مذيع الجزيرة انتزاع أي تلميح لعزام يدين المملكة بأنها فرطت في القضية الفلسطينية أو أن هناك توافقاً بين المملكة وأميركا على حلول فيها تفريط وخيانة أو أن هناك اتصالات سعودية إسرائيلية على حساب علاقة السعودية بالسلطة الفلسطينية.

كان عزام مرافقاً لمحمود عباس في زيارته الأخيرة للمملكة وقد قابلا الأمير محمد بن سلمان ولذلك كان مذيع الجزيرة يطرح السؤال على عزام بعد السؤال عن ما قاله محمد بن سلمان لعباس وعن ما طلبه منه وماذا قال له في البداية وماذا قال في النهاية ولا يسأل بـ هل وهل؟ بل بـ ألم وألم!؟ يعني أسئلة صلفة موحية تحاول أن تنتزع ولو تلميحاً أي إشارة قد يفهم منها وجود علاقات مشبوهة أو ضغط على السلطة لتوافق على حلول فيها تفريط وقد كانت إجابات عزام حازمة صارمة تقدم صفحات ناصعة البياض للمملكة ومع هذا كان المذيع يلف ويدور ويواصل طرح الأسئلة اللافتة كأنه يواصل البحث عن سوسة صغيرة سوداء في الحقل الأخضر الكبير.

الأغرب أن مذيع الجزيرة يعلم بالتأكيد وجود العلاقات السياسية والاقتصادية بين النظام القطري وإسرائيل والزيارات المتبادلة بين المسؤولين القطريين والإسرائيليين وكيف كان حمد بن جاسم يتبجح بالقول إنها علنية وغيرهم يفعلها في السر، ولو كان مذيع الجزيرة لا يرى ضيراً في ذلك وإنه كان فقط يحاول أن يثبت أن المملكة تفعل ما يفعله النظام القطري ليخفف المؤاخذة على النظام الذي تنتمي قناته له لقلت لا بأس ولكنه كما يفهم من طريقة كلامه يعتبر العلاقة بإسرائيل خيانة وخذلاناً للقضية فكيف لم يخجل من نفسه بانتسابه لقناة أصحابها خونة حسب مفاهيمه وهو يطرح أسئلته الفجة؟