أكد لـ "الاقتصادية" اللورد تشارلز باومان عمدة لندن، أن بلاده متمسكة بإدراج أسهم "أرامكو" في بورصة لندن، مبررا ذلك بأن هناك كثيرا من الشركات العالمية ذات الريادة تتخذ من لندن مركزا ماليا لإدارة أعمالها واستثماراتها.

وأشار في حديث خاص لـ "الاقتصادية" خلال زيارته إلى السعودية الإثنين الماضي، إلى أن لندن لديها تاريخ وباع طويل في مجال استقبال الشركات الاستثمارية الكبيرة، وتعد أفضل وجهة عالمية للاستثمار الأجنبي.
وقال "إن من أبرز مهامه العمل على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع معظم دول العالم تحت شعار "ثقة الأعمال"، إضافة إلى بحث الفرص الاستثمارية"، مشيرا إلى أن لديه برنامجا يتم تنفيذه خلال عام مدته 100 يوم لزيارة نحو 27 دولة لشرح هذا البرنامج، ومن بين هذه الدول السعودية.
وأشار إلى أنه زار مدينتي جدة والرياض وأجرى مفاوضات مع عدد من المسؤولين السعوديين، وكبار رجال الأعمال في القطاع الخاص، وكانت المحادثات مثمرة وناجحة، حيث تمت لقاءات مع مسؤولين في البنك الإسلامي للتنمية وشركة تداول، ومؤسسة النقد العربي السعودي "ساما".
وأكد أنه باعتباره متحدثا رسميا ومسؤولا في منصب عمدة لندن فإنه يعمل على دعم ورفع قوة العلاقات التجارية والمالية والصناعية لها، قائلا "هذا الوضع يتطلب أن أكون الداعم الأول للمدينة وبخاصة الحي المالي، إضافة إلى أن هناك أكثر من مليوني شخص يعملون في قطاعي المال والأعمال اللذين يجعلان بريطانيا الخيار الأول من بين الكتل الاقتصادية المعروفة".
وأضاف "أشعر بالارتياح لاختياري السعودية لتكون محطتي الدولية الأولى. كما أنني متحمس بشكل كبير للقيام بهذه الزيارة والتأكيد على أن تبقى السعودية أهم شريك تجاري لبريطانيا في منطقة الشرق الأوسط".
ووصف عمدة لندن الجديد، "رؤية 2030" بأنها رؤية اقتصادية طموحة وتمثل أهمية مركزية للشراكة بين السعودية وبريطانيا، وأنه يتطلع إلى معرفة مزيد عن "رؤية 2030".
وقال "إننا أيضا في بريطانيا اضطررنا إلى دراسة بعض الإصلاحات الضرورية لتنويع اقتصادنا، خصوصا منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، حيث كنا قبلها نعتمد على قطاعاتنا الصناعية فقط، لكن أخيرا احتجنا إلى تطوير الأيدي العاملة لدينا، وطرح مزيد من الاستثمارات في البنية التحتية وتغيير مفهومنا تجاه قطاع الإنتاج".
وأوضح اللورد تشارلز باومان، أن زيارته الحالية إلى السعودية تأتي مباشرة بعد الزيارة الثانية التي قامت بها قبل أسبوعين رئيسة وزراء بريطانيا، وهذه إن دلت على شيء فإنه يدل على التزام المملكة المتحدة بعلاقتها مع السعودية على أعلى المستويات.
وبين أن الشركات البريطانية حريصة على الدخول إلى السوق السعودية، كما أن الاستثمارات السعودية في بريطانيا مرحب بها ويتم تقديرها بشكل كبير، حيث تقدر قيمة الصادرات البريطانية من السلع إلى السعودية بنحو 4.6 مليار جنيه استرليني، وقيمة الصادرات الخدمية بـ 1.6 مليار جنيه استرليني في عام 2016.
وقال "إن المستثمرين الذين يرغبون في الاستثمار في بريطانيا يتمتعون بعديد من المزايا، حيث إن البنية التحتية من الأفضل في العالم، وهناك إجراءات ولوائح واضحة وجديرة بالثقة، ونظام قانوني جدير بالاحترام، إضافة إلى عدد هائل من الأيدي العاملة المدربة والموهوبة في جميع المجالات".
وأضاف أن "المملكة المتحدة منفتحة على جميع الأعمال، وستظل محورا أو مركزا اقتصاديا للطاقة الإبداعية والفرص التي لا تنتهي"، لافتا إلى أن لدى بريطانيا عديدا من الاستثمارات السعودية، مؤكدا أنه جاء لجذب مزيد من الاستثمارات.
وذكر أن من أبرز مهامه أنه سيعمل على تعزيز العلاقات بين لندن والشركات الدولية العاملة في السعودية، ومع كبار رجال الأعمال السعوديين الذين يرغبون في تأسيس الشراكات ويبحثون عن الفرص التجارية.
وقال "سأقوم بتعزيز الروابط مع الإدارات والوزارات السعودية خاصة مع وزارة التجارة والصناعة، وبحث عرض خدمات لندن بصورة جديدة باعتبارها عالما للتجارة والمال والاستثمار وقطاع التجزئة ومقرا آمنا لمجتمعات الأعمال".
وشدد عمدة لندن على أنه ليس لديه أي شك في أن زيارته هذه ستعزز الشراكة بين البلدين وأيضا الروابط التجارية، مشيرا إلى أن هناك عديدا من الفرص الاقتصادية بين الرياض ولندن اللتين يمران بفترة من التغييرات الهائلة.
وفيما يتعلق بالمستثمرين العرب، بين أنهم يضخون مئات المليارات من الدولارات في مشاريع استثمارية في لندن ومن الصعب الحصول على إحصائية دقيقة لحجم هذه الاستثمارات نظرا لكثرتها وضخامة حجمها، وذلك بسبب أن لندن مدينة مالية مفتوحة للجميع، كما أن الاستثمارات العربية قديمة حيث اتخذت لندن المدينة التاريخية المالية وجهة لها.
ولفت إلى أنه لا يملك إحصائيات دقيقة عن عدد العرب المقيمين في لندن، لكن خلال عام 2016 زار بريطانيا 125 ألف سعودي 70 في المائة استقروا في العاصمة لندن، كما أن السياح العرب يمثلون نحو 80 في المائة من حجم السياح الذين يزورون المدينة.