جمال نافع

لم يكن مستغربا ذلك الموقف التاريخى الوطنى للأزهر الشريف من قضية القدس، بعد القرار الأمريكى بإعلانها عاصمة لإسرائيل، حيث عقدت هيئة كبار العلماء اجتماعًا طارئًا، الثلاثاء الماضى، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأعلنت رفضها قرارات الإدارة الأمريكية التى ليس لها سند تاريخى أو قانوني، كما شددت هيئة كبار العلماء على أن مثل هذه القرارات المتغطرسة والمزيفة للتاريخ، لن تغير على أرض الواقع شيئا، فالقدس فلسطينية عربية إسلامية. ودعت جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى القيام بواجبها تجاه القدس وفلسطين واتخاذ كل الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة لإبطال هذه القرارات، وطالبت جميع الحكومات والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، بالتحرك الفاعل والجاد لنزع أى مشروعية عن هذا القرار الظالم، وأشادت بمواقف الدول والحكومات والهيئات التى رفضت القرار الأمريكي، ولعل من أهم قرارات هيئة كبار العلماء، هى دعوة مختلف المؤسسات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف ودور الإفتاء فى البلدان العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية القدسِ وفلسطين فى المقررات الدراسية والتربوية وخطب الجمعة والبرامج الثقافية والإعلامية، لاستعادة الوعى بهذه القضية المهمة والمصيرية، وفى هذا الصدد قررت تشكيل لجنة لصياغة مقرر عن القضية الفلسطينية يدرس بكل مراحل التعليم الأزهري. كما حذرت من محاولات التطبيع مع الكيان الصهيونى قبل انسحابه من الأراضى العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، واقامة مؤتمر عالمى لنصرة القدس يناير المقبل.

ورغم هذا الموقف الرائع للأزهر، يظل السؤال: هل ستأخذ الهيئات وحكومات الدول العربية والإسلامية بتوصيات الأزهر تجاه قضية القدس؟ أشك.