حمود أبو طالب

عادت دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم، أو دورة دول مجلس التعاون الخليجي، لتذكرنا بالآمال التي كنا نعلقها سابقا وعبر عقود عديدة على هذا المجلس منذ نشأته بأن نكون مجتمعين قوة منيعة سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وأن نندمج أكثر اجتماعيا وثقافيا، ولكن مضى الزمن ومعه بدأت الاهتزازات تعتري جسد المجلس ويدب الوهن في روحه، فأصبح أقصى طموحنا ألا يتمكن منه الداء فنصحو عليه ذات يوم وقد أصيب بالسكتة الدماغية، لكن يبدو أن بعض أعضاء هذا الجسد غامرت بتعريض نفسها لميكروبات خبيثة تمكنت منها حتى أصابتها الغرغرينا التي يُخشى أن تسمم بقية الأعضاء، وربما يكون علاجها الوحيد هو البتر.

عادت دورة الخليج بعد شبه موات وكأنها تعزينا مقدما في مآل المجلس، أو كأنها تقول لنا اجتمعوا على أي شيء حتى لو كان الكرة. صحيح أنها عادت ليس بالزخم والحماس السابق لكنها عادت فحسب، وفي أسوأ مراحل المجلس المنكوب ببعض أعضائه. عادت بعد حلم الفيدرالية والانطلاق إلى آفاق أجمل تحقق القوة والمنعة لدول المجلس، وتحميها من الأخطار المتزايدة المحدقة بها، لكن ذلك الحلم أصبح شبه مؤكد الآن أنه بعيد المنال، أو مستحيل.

أصبحنا نخاف حتى على عقد الكرة الخليجي أن يتوقف، فكيف بما هو أهم، نهاية محزنة ستكون عندما نرى حلمنا الجميل يتهاوى ونهيل عليه التراب بأيدينا.