بيروت 

حذر وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي، من أن أي تعاون انتخابي بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري وبين التيار الوطني الحر و«حزب الله»، قد يؤدي لاستنزاف شعبيته وشعبية تيار المستقبل الذي يتزعمه.

وأفاد ريفي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، بأن الجميع يرصد تنسيقا مباشرا بين الحريري وتياره وبين الوطني الحر، ما قد يثمر تحالفا انتخابيا وسياسيا بينهما للانتخابات البرلمانية القادمة.
واعتبر أن «مجرد الحديث حول مثل هذا التحالف أفقد الحريري نصف جمهوره في الشارع السني، ولو استمر على هذا الحال سيستنزف شعبيته بالكامل».
وأكد ريفي أن هناك لقاءات مباشرة أيضا بين «حزب الله» وتيار المستقبل، ما قد يؤدي لتحالف انتخابي بينهما، ودعا الحريري إلى عدم «ارتكاب هذه الخطيئة الكبرى»، معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة الانتحار السياسي له.
وعن تحالفات الانتخابات النيابية المقررة في مايو (أيار) المقبل، استبعد ريفي ما يتردد عن أن الحريري سيسعى لتشكيل تحالف خماسي يضم تيار المستقبل، والتيار الوطني الحر، و«حزب الله»، وحركة أمل بقيادة نبيه بري، والحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط.
وأوضح: «بري سيكون بموقع الوسط، فهو ليس على توافق مع التيار الوطني، وهناك خلافات دائمة بينهما. أما جنبلاط فيبدو وكأنه يتموضع مع ما يناسب المرحلة أمنيا، ويريد أن يحمي طائفته وجمهوره».
ورغم إقراره بوجود تقدم للفريق الآخر على الساحة السياسية بما قد يؤثر على الحسابات الانتخابية، يصر ريفي على أن تلك النتيجة لم تأت نتيجة أخطاء قيادات قوى «14 آذار».
ولم ينكر ريفي، الذي يعد المنافس الأبرز للحريري في قيادة القوى السياسية السنية بلبنان، أنه سيكون المستفيد من إعادة رسم الحريري لخريطة تحالفاته، على قاعدة تصفية الحسابات مع من كانوا خصومه بالماضي القريب، أي معسكر «8 آذار»، فأكد أنه يعمل على دوزنة تحالف سياسي مع «من يبدو أن الحريري قد تخلى عنهم بعد سنوات طويلة، بهدف خوض الانتخابات وتشكيل كتلة نيابية وازنة تكون قادرة على مواجهة المشروع الإيراني والفساد».

وكشف أنه في تحالف مع حزب الكتائب بقيادة سامي الجميل، ومع الوطنيين الأحرار بقيادة دوري شمعون، ودعا كل القوى السيادية وفي مقدمتها حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع للالتحاق والاصطفاف معهم.
وأردف: «وزراء (القوات) يقومون بدور فعال في الحد من الفساد في تلك الحكومة التي يهيمن عليها (حزب الله)، مثلما يهيمن على كل الوضع اللبناني بعد التسوية الرئاسية التي قبلتها قوى عدة بـ(14 آذار) أملا في أمن واستقرار لم يتحققا».
ولم يبد ريفي انزعاجا من محاولات قيادات «التيار الوطني» التوسع في طرابلس، وشدد على أن «الشارع السني تحديدا والطرابلسي بوجه عام معارض للتوجه السياسي للتيار، وبالتالي لا مكان لهم فيه».
ورفض تفسير البعض اعتبار انتقاده للقانون الانتخابي لكونه مفصلا لصالح «حزب الله» اعترافا مسبقا بشعبية الأخير، وقال: «بفضل القانون سيحصل الحزب على أكثر مما بحوزته من مقاعد، وانتقاد قانون فُصل على قياس الحزب لا يعني اعترافا بزيادة شعبيته».
كما حث ريفي الدول العربية على انتهاج سياسة المبادرة في التصدي لإيران، ومحاولاتها للهيمنة على المنطقة، والرد عليها بنفس وحجم لغتها، مشددا على أن قصف الرياض بصواريخ باليستية يجب الرد عليه «بقصف طهران».