خالد أحمد الطراح

قبل توديع عام 2016، ثار نقاش حكومي ــــ نيابي محدود بسبب شجرة الكريسماس في احدى الجمعيات التعاونية، كاد يتسبّب في صدام سياسي، مما دفع البعض الى وصف عام 2016 بسنة الشجرة، تندراً على ما شهدته الساحة حينها!
كثير من الامور والقضايا الملحة التي شهدناها خلال عام 2017، منها مزيج من الشأن السياسي والثقافي والاقتصادي، والأمني، مما يجعلنا نحتار في ما نختار لتحديد ابرز الموضوعات، لذا ارتأيت خيار ازمة «البصل» التي ترنّحت بين اجهزة الحكومة من وزارتي التجارة والصحة وبلدية الكويت وهيئة الغذاء والتغذية، ودخول الجهات المصرية على خط المواجهة بخصوص المنتجات المصرية وسلامتها!
بيانات الجهات الحكومية كانت ممتعة، فمن جهة تخلي مسؤوليتها، وأخرى ترمي المسؤولية على الاخرى، وصولا الى خلاف حول موقع المختبر الذي يتم فيه فحص الاغذية وتبعيته ايضا علاوة على فترة الفحص المختبري التي كشفت عن مبالغة في المدة تسبّبت في أزمة «بصلية» لكنها، لله الحمد، ليست ازمة مجاعة!
هذا المشهد يذكرنا مجدداً ان بعض الإدارات الحكومية تكاد تغرق فعلا في «شبر ماء»، فشجرة كريسماس صغيرة وفي موقع لا علاقة له بالدين والسياسة والأمن استنفرت الحكومة نتيجة ردود افعال نيابية محدودة، في حين قضايا فساد مالي وسياسي وتدهور تعليمي وتنموي غابت عن الاهتمام بسبب «الشجرة»!
حلت الحكومة ازمة «البصل» وكسبت رضا شعبيا، فضلا عن تنازل وزارة الداخلية او تجميد قرارها بسحب السيارات «لمزيد من الدراسة» بالنسبة إلى ربط الحزام للراكب الأمامي واستخدام الهاتف النقال باليد لسائق المركبة، على الرغم من انه قرار يخص السلامة المرورية، في حين استمر الاختناق المروري وتحويلات الشوارع حتى تاه «غوغل» والناس معا في معرفة بداية الطرق ونهايته!
قطعت وزارة الداخلية الأمل في من أيّد قراراتها المرورية الاخيرة، لكن الازمة «البصلية» تم حلها، وهو كما يبدو أنها جزء من قضية ملحة جدا بخلاف الإصلاح الاقتصادي وتنمية رأس المال البشري وليس الإنفاق المكلف لميزانية الدولة على مشاريع إنشائية ما زالت في قائمة الانتظار الحكومي!
يبدو ان كل ما له علاقة بالبصل والتخمة من اهم القضايا في بلد يشهد تأفّفا وضجرا من فساد سياسي ومالي.. وواضح ان للبصل فوائد سياسية واقتصادية، الى جانب الفائدة الغذائية!
من المرجّح ان يكون عام 2018 سنة التغيير الحكومي بنسبة %100 في ضوء التشكيل الحكومي الاخير.
* * *
بمناسبة العام الجديد، نزف أطيب التهاني لكل البشر في الكويت وخارجها، متمنين أن يسود السلام والتسامح والمودة في العالم، لا سيما في العالمين العربي والإسلامي.