مأمون كيوان

اليهود الذين ولدوا في إحدى الدول الإسلامية السبع التي حظرت أميركا دخول رعاياها إلى أراضيها مؤقتا، سيسمح لهم بدخول الولايات المتحدة، شريطة أن يكون بحوزتهم جواز سفر إسرائيلي.

ذكر الباحثون في مركز بيو للأبحاث (Pew‏) في مقال تحت عنوان "بلد المنشأ للمهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 1990-2015‏"، أنه في عام 2015 عاش 46.5 مليون مواطن في الولايات المتحدة كانوا قد وُلدوا في دول أخرى. 
ووفق المعطيات فإن دول المنشأ التي وصل المهاجرون منها إلى الولايات المتحدة الأميركية بين عامي ‏1990 - 2015‏ كانت المكسيك في مقدمة تلك الدول بواقع أكثر من 12 مليون مكسيكي. 

ووصل من الصين نحو ‏2.1‏ مليون مواطن، ومن الهند والفلبين وصل نحو ‏مليوني مهاجر (من كل دولة على حدة). ووصل من كوبا أكثر من مليون مواطن، ومن كندا نحو 840 ألف مواطن، ومن بريطانيا 710 آلاف مهاجر. ووصل 160‏ ألفا من مصر 2015‏، ‏و180‏ ألفا من العراق، و70‏ ألف سوري، و60‏ ألف أردني، و140‏ ألف إسرائيلي، و40‏ ألف يمني، وأقل من ‏10‏ آلاف ليبي، و60‏ ألف مغربي، و370‏ ألف إيراني.

وتخوف إسرائيليون من أن يسري مفعول القرار الرئاسي التنفيذي الذي أصدره مؤخرا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القاضي بحظر دخول الولايات المتحدة الأميركية على مواطني 7 دول لمدة 90 يوما، على كثير من الإسرائيليين الذين وُلدوا في دول عربية إسلامية شملها الحظر، وهي: إيران، الصومال، السودان، العراق، سورية، اليمن، وليبيا. بمعنى أن يطبق الحظر على اليهود الذين وُلِدوا في هذه الدول حتى إذا كانوا يحملون الجنسية الإسرائيلية أو أي جنسية أخرى (ليست أميركية). 

وحتى إذا كان لدى الإسرائيلي المنحدر من بلد عربي أو إسلامي تأشيرة هجرة سارية المفعول، تأشيرة سائح، تأشيرة لاجئ، أو تأشيرة عمل. وتم نفي وجود معطيات دقيقة حول عدد الإسرائيليين اليوم الذين وُلِدوا في إحدى تلك الدول التي يُحظر على مواطنيها دخول الولايات المتحدة، وتم تقديرهم بعشرات آلاف الإسرائيليين.

من جهة أخرى، قدر عدد اليهود الإيرانيين الذين وصلوا إلى إسرائيل منذ قيامها بما معدله 200 حتى 250 ألف شخص. وكذلك وصل عشرات آلاف اليهود من ليبيا واليمن وأكثر من 125 ألفا من يهود العراق، ونحو 500 يهودي من السودان. بالمقارنة مع 260 ألفا من يهود المغرب، 135 ألفا من يهود الجزائر 90 ألفا من يهود تونس و75 ألفا عاشوا في مصر قبل عام 1948.

هناك مصادر يهودية أميركية وإسرائيلية تفيد بأن العدد الإجمالي لليهود الذين هجروا، خلال الفترة 1948-2015، من: العراق وإيران واليمن وليبيا وسورية -على سبيل المثال- بلغ 304194 يهوديا. ولا يتجاوز عدد من تبقى من اليهود فيها 30 ألفا منهم 25 ألف يهودي في إيران.

وللتخفيف من مخاوف الإسرائيليين وعلى نحو خاص منهم مواليد الدول التي يشملها حظر السفر قالت السفارة الأميركية في تل أبيب إن الإسرائيليين الذين ولدوا في الدول التي حظر الرئيس دونالد ترمب دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة، غير مشمولين بالقرار. وأنه سيسمح للمواطنين الإسرائيليين الذين ولدوا في إحدى الدول الإسلامية السبع التي حظرت الولايات المتحدة دخول رعاياها إلى أراضيها مؤقتا، سيسمح لهم بدخول الولايات المتحدة، شريطة أن يكون بحوزتهم جواز سفر إسرائيلي وتأشيرة دخول سارية المفعول للولايات المتحدة.

ولغايات استيطانية تأمل إسرائيل ألا يشمل القرار الترمبي أيضا، من تبقى من اليهود في سائر الدول العربية والإسلامية.
ويشكل الاستثناء الأميركي لإسرائيليين من مواليد دول عربية وإسلامية تأكيدا للقاعدة والخلفية التي تحكمت بصدور القرار وآليات تنفيذه، أي الإسلاموفوبيا وليس الأمنوفوبيا.