نيكولاس كريستوف

عكس حظر مواطني الدول الإسلامية السبع من دخول أميركا الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب نمطا عالميا مارسته بعض الدول بإغلاق أبوابها أمام تلك الدول الإسلامية، باستثناء واحد سنته كندا، قد يكون أروع مثال لقيم تمثال الحرية.

وهذا ليس فقط لأن القادة الكنديين مستنيرون بشكل خاص، بل لأن معظم الشعب الكندي نفسه شعب مضياف بشكل مدهش، حيث إن العديد من جماعاته يطالبون الآن باستضافة مزيد من اللاجئين السوريين.

قال عمر آل عمر (15 عاما)، سوري مصاب بطلق ناري في بداية الحرب "شكرا لكندا، إنني سعيد جدا وأشعر بالترحاب من مواطنيها، فضلا عن أنني وغيري من اللاجئين نحصل على دروس في اللغة الإنجليزية والعادات الكندية". وأضاف عمر "حقا إنني سعيد أن أكون في كندا التي فعلت ما لم يفعله الآخرون".

ويذكر أن الرئيس باراك أوباما وافق على قبول 12 ألف لاجئ سوري، مما أثار ضجة وردود فعل سلبية في أميركا، وفي الوقت نفسه، قبلت كندا التي يقل عدد سكانها كثيرا عن أميركا، 40 ألف لاجئ سوري.

قال لي وزير الهجرة الكندي، أحمد حسين "إن أحد الانتقادات التي واجهتها من الكنديين العاديين هو أنني لم أجلب ما يكفي من السوريين". علما بأن حسين نفسه يُعد رمزا لانفتاح البلاد التي وصلها لاجئا من الصومال وهو في سن الـ16 ويعمل الآن على رأس الوزارة التي سبق أن خدمته.

وقال الوزير حسين "نحن نريد من الناس الانضمام إلى الأسرة الكندية"، مشيرا إلى أن البلاد في محاولة لمعرفة كيفية الحفاظ على مزيد من الطلاب الأجانب بعد تخرجهم. وأضاف أن مسار حياته في كندا ليس فريدا من نوعه: حيث إن اثنين من ثلاثة حُكام تم اختيارهم العام الماضي كانا من اللاجئين، واحد من هاييتي والثاني من هونج كونج. وأشار إلى أنه في العام الماضي عيَّنت كندا في حكومتها عددا من الوزراء "السيخ" أكثر مما فعلت الهند.

 يُشكل المسلمون في كندا ثلاثة أضعاف نسبة الأميركيين ومن المتوقع بحلول عام 2036، أن يكون عدد المهاجرين وأبناء المهاجرين ما يقارب نصف عدد السكان الكنديين.

سألتُ وزيرة الخارجية، كرستيا فريلاند (ابنة مهاجر أوكراني)، إذا كان حظر السفر الذي فرضه ترمب سيساعد كندا على صيد أفضل العلماء ورجال الأعمال في العالم لنفسها؟ أجابت بقولها "هذا صحيح تماما"، وأشارت إلى أنها سمعت من كبار المديرين التنفيذيين أن كندا الآن أكثر جاذبية من أي وقت مضى.

وأكدت فريلاند أنه "إذا كنت شخصا ذكيا حقا وتريد أن تهاجر إلى بلد كبير من شأنه أن يرحب بك، فعليك أن تأتي إلى كندا". وأضافت "وإذا كنت مسلما جادا في اللجوء إلى كندا، فإنك ستكون موضع ترحيب بالغ، كما تُرحب كندا أيضا بجميع من ينتمون للأديان الأخرى".