كشف تحقيق مشترك لشبكة «سي إن إن» و«سي إن إن سبانيول» استغرق عاماً كاملاً، مخالفات خطيرة في إصدار جوازات السفر والتأشيرات الفنزويلية، وذلك من خلال مراجعة الآلاف من الوثائق، وإجراء مقابلات في الولايات المتحدة وإسبانيا وفنزويلا وبريطانيا، فيما اتهم دبلوماسي فنزويلي سابق في العراق حكومة بلاده بالتعاون مع إرهابيين عرب، ومنحهم جوازات سفر، رغم علمها المسبق بعلاقتهم بالتنظيمات الإرهابية الشرق أوسطية، وفق ما ذكر موقع «سي إن إن».

وقال المستشار القانوني السابق في سفارة فنزويلا في بغداد، ميسايل لوبيز، البالغ من العمر 41 عاماً، إن السفارة أصدرت المئات من جوازات السفر والتأشيرات لأفراد من منطقة الشرق الأوسط، ومن بينهم عناصر في حزب الله اللبناني المصنف إرهابياً. وأشار إلى أن قرار إصدار جوازات السفر والهُويات الفنزويلية، لأشخاص شرق أوسطيين صدر عام 2000 في عهد الرئيس السابق هوغو شافيز، واستمر العمل به في عهد الرئيس الحالي نيكولاس مادورو. 

وأكد لوبيز أنه تم إصدار أكثر من 173 جوازاً ووثيقة سفر، لأشخاص شرق أوسطيين، بأوامر مباشرة من «طارق زيدان السيامي مداحى الذي يشغل منصب نائب الرئيس الفنزويلي حالياً. 

وأضاف، «لقد اكتشفت الأمر بالصدفة في أول يوليو/ تموز عام 2013، عندما قدم لي السفير الفنزويلي في بغداد جونثان فيلاسكو مظروفاً يحتوي على عدد كبير من التأشيرات»، وقال لي بالحرف الواحد: «خذ.. هذا المظروف قيمته مليون دولار أمريكي». 

وواصل لوبيز قائلاً: «ظننت في البداية أنه يمزح.. لكنه أكد لي أن الناس في هذه المنطقة مستعدون لدفع أموال طائلة مقابل الحصول على جواز سفر». 

وذكر لوبيز أنه بعد ذلك بشهر تقريباً أخبرته موظفة عراقية في السفارة الفنزويلية أنها تمكنت من جمع آلاف الدولارات من بيع جوازات السفر والتأشيرات الفنزويلية، وأنها تسعى لجمع المزيد، لكن لوبيز رفض ذلك على حد قوله وأخبر الموظفة أنها تقوم بعمل غير قانوني، لكنها حاولت الضغط عليه، وأخبرته أن هناك 13 مواطناً سورياً، يحتاجون إلى جوازات سفر مقابل 10 آلاف دولار أمريكي لكل جواز لكنه رفض أيضاً. 

وقدم لوبيز قائمة تضم 21 عربياً حصلوا على جوازات سفر فنزويلية، واحتفظوا بأسمائهم العربية دون أي تغيير، إضافة إلى قائمة أخرى تضم 20 شخصاً قاموا بتغيير أسمائهم بأخرى فنزويلية. 

أكد لوبيز الذي يقيم حالياً في العاصمة الإسبانية، أنه توجه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) في السفارة الأمريكية بمدريد، وأبلغهم بكل المعلومات التي لديه، وتبين أن عدداً كبيراً ممن حصلوا على وثائق سفر فنزويلية مرتبطون بجماعات متطرفة وحزب الله اللبناني.