مطلق بن سعود المطيري

كانت معركة حلب التي كسبها نظام بشار الأسد وحليفه الإيراني، إعلان سيطرة شاملة للنظام البعثي على مجريات الأحداث العسكرية والسياسية، وتصاعدت على إثرها الاحتفالات في النصر بطهران ومناطق حزب الله في لبنان وداخل دمشق، وكان أمل المعارضة الوحيد هو خروج مقاتليها سالمين من حلب وفق تفاهمات بين النظام وبعض الأطراف الدولية، فكان النصر هدية أوباما الأخيرة لنظام بشار الأسد وأصدقائه في الحرس الثوري الإيراني، فمع نهاية فترة حكم أوباما سيكون لنصر النظام بحلب ثمنا سياسيا وعسكريا جديدا ربما يكلف بشار الأسد الشيئ الكثير ومنها خسارته الحكم في سورية..

فطهران لم تعد مطلقة اليد في سورية كما كانت في فترة الرئيس أوباما، والخطر بدأ يقترب من حدودها وليس مشروعها العابر لسيادتها الشرعية، فالحاكم في البيت الأبيض الجديد، لا يرى في طهران إلا خطرا حقيقيا على المنطقة ومصالح بلاده فيها، كما أن ذراعها العسكري الطائفي الحرس الثوري قريب من وضعه على قائمة الإرهاب ومعاملته كمعاملة داعش، والحليف الروسي أصبح ما يجمعه من مصالح مع أنقرة وواشنطن أكبر بكثير مع ما يجمعه مع طهران، فالتغير في منظومة الحلفاء له تبعات أكيدة على مصير النظام السوري، فتغير النظام في واشنطن لم يربك الحسابات القديمة فحسب. 

ولكنه أزالها تماما، فالتحالف الروسي الإيراني في سورية لم يعد بالقوة الصلبة التي تضمن بقاء بشار الأسد في الحكم، وكذلك إقرار مناطق آمنه في الأراضي السورية سوف يقطع من سيادة نظام الأسد بعض الأراضي التي هي الآن تحت سيادته، وربما سيشهد هذا العام وقف التهجير للشعب السوري وعودة جزء من بعض المهجرين للمناطق الآمنة. 

والحرب في سورية ستكون بين واشنطن وموسكو وأنقرة من جهة وداعش من جهة أخرى، أما جنود بشار سيكونوا حراسا للمساعدة الإنسانية التي سوف تمر من نقاط تواجدهم إلى المناطق الآمنة.. 

صحيح أن واشنطن عدوها في سورية داعش وليس النظام السوري، ولكن نهاية داعش سوف تفرز معارضة سورية وطنية ستجد واشنطن فيها حليفا أكثر مصداقية في الحرب على داعش، وهذا الأمر سوف يلقي مسؤولية كبيرة على المعارضة السورية وخاصة الجيش الحر تتمثل في المساهمة الفعلية في الحرب على داعش، الذي بنهايته ستكون نهاية بشار الأسد، وكذلك هناك مسؤولية كبيرة تقع على حلفاء الشعب السوري حتى يتم العودة لجنيف 1 الذي منعت طهران من المشاركة فيه بسبب عدوانها الثابت على الشعب السوري.. إن نجحت المعارضة في الاشتراك في الحرب على الإرهاب في سورية. سوف تنجح في إزالة نظام بشار الأسد..