مرسى عطا الله

1- أعظم ما فى الشريعة الإسلامية أنها تبيح لكل إنسان أن يدعو إلى رأيه بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادل بالتى هى أحسن ولهذا جاءت دهشتى من صياغة وروح البيان الصادر عن هيئة كبار علماء الأزهر بشأن قضية «الطلاق الشفهي» لأن البيان حوى غمزا ولمزا لا يجوز وتضمن ما يمكن اعتباره تحريضا ضد الدولة بالخروج عن أصل القضية محل الجدل والخلاف والولوج إلى ما يعتبر شحنا للمشاعر ضد الأوضاع الاقتصادية. 

إننى وكل مصرى نكن كل التقدير والاحترام لمقام الأزهر الشريف ولكننا لم نعتد منه على هذا الخلط بين الحق المطلق للأزهر فى أن يبدى رأيه الشرعى فى أى قضية يثور بشأنها اختلاف بين المسلمين وبين الذهاب إلى ما يمكن اعتباره نوعا من المكايدة السياسية مع الدولة… وهنا ينبغى أن أؤكد إننى أساند الأزهر المستنير الداعم للدولة والاستقرار ولا أتفق مع تيار بعينه يسيطر على توجهات الهيئة مما يجدد التساؤلات حول دوافع إعادة إحيائها عام 2012 فى ظل حكم الجماعة وإنهاء دور مجمع البحوث الاسلامية تماما ! 

إن من المستغرب أن تصدر عن هيئة كبار العلماء فى الأزهر عبارة تحمل دلالات الرغبة فى صنع أزمة بدلا من تصدير عبارة متزنة تستهدف تضييق المسافات بين من ينادون بتقنين الطلاق ومن يعارضون ذلك.. والعبارة هي: «ليس الناس الآن فى حاجة إلى تغيير أحكام الطلاق بقدر ما هم فى حاجة إلى البحث عن وسائل تيسر سبل العيش الكريم.. وظاهرة شيوع الطلاق لا يقضى عليها اشتراط الإشهاد أو التوثيق والعلاج الصحيح يكون فى رعاية الشباب وحمايتهم من المخدرات بكل أنواعها». 

وليس لمثلى أن يجادل علماء أفاضل مثلكم ممن لهم كل الاحترام والتقدير ولكننى فقط أقول إننى تعلمت منكم أن الإسلام الصحيح كان أول داعية لنبذ كل ما لا يقبله العقل وأول محرض على التفكير فى كل شيء وعرضه على العقل فإن آمن به العقل كان محل إيمان وإن كفر به كان محل كفران!