سمير عطا الله

كانت جوان باييز، مغنية اليسار ا ميركي في السبعينات، ولعل أشهر ما أ ّدت )من تأليفها( أغنية عن ظلم القضاء ا ميركي في فيلم »ساكو وفانزيتي«. وظهرت أف م كثيرة أخرى عن انحراف القضاء، أو جهل القضاة، أو فسادهم، منها »الصفحة ا ولى«. وربما كانت أسوأ مراحل ا نحراف القانوني أيام السيناتور جوزيف مكارثي، الذي ترأس لجنة خاصة في مجلس الشيوخ )1947 – 1957( تُح ّقق في »وطنية« ا ميركي وميولهم الشيوعية. وقد نشر الرعب في الب د على طريقة »الشتازي« في أ انيا الشرقية، إذ أ ّلب ا خ على أخيه، وح ّرض الزوجة على زوجها،ودّمرسمعةوحياةكثيرمنالشخصياتا ميركيةفيالفنوالسياسةوا قتصاد. إذن، القضاء ا ميركي ليس فوق الشبهات. لكن الحرب الحالية ب ترمب والقضاء تؤكد أنه ليس تحتها أي ًضا. والحرب تؤكد أي ًضا أن ا نحراف شذوذ القاعدة. وقد ُعد ُت إلى ا قا ت التي كانت تُكتب في ذروة ا رحلة ا كارثية بحثًا عن معالم الرعب والخوف، فوجدت حا ت كثيرة من الشجاعة والفروسيةوالِكبَر.ووجدتأنثمةمكانًادائًماللحرية،أوعلىا قلل حرار،مهمااشتدطغيانالقوة.وفيمقالكتبهآي.بي.وايتعام1954 يقول إن على مكارثي ا ستقالة من اللجنة نها تشبه وك ًرا للمخبرين، وليس مجموعة من الشيوخ. وقال إن اللجنة تشبه قر ًدا يتأمل نفسه طوال النهار، ويف ّلي نفسه من البراغيث، وإن رئيس اللجنة وأعضاءها، بمهاراتهم اللفظية وا ستجوابية، يزرعون الشك في عقول ا ميركي وا نشقاق في قلوبهم. القضاء الذي يستطيع أن يعارض قرار رئيس الدولة، هو حماية للدولة. وحيث القضاء يصدر ا حكام إرضاء للحكام والج وزة وشهوة الج ّدين، يمكن للدول أن تستقر أو تستمر. لم يقف القضاء ا ميركي مع ا هاجرين ضد رئيسه، بل وقف ضد رئيسه مع الدستور، وانهارت دول العالم الثالث ن القضاء في الغالب، كان يمثل الظلم والطغيان، وليس العدالة والضمير. وفي مثل هذه الحال، كان ا في عون ا برياء والضعفاء والذين سند لهم. من دون أن يتعمد ترمب ومن دون أن يريد، أعطى للو يات ا تحدة، ولقراراته أي ًضا، أسبا ًبا تخفيفية في أنظار العالم. و تستبعد أن تخوض وزيرة