علي سعد الموسى

لماذا لا تكتب عن التعليم وعن معالي الوزير؟ هو صلب السؤال الذي أقابله بين البدر والهلال، وبالتقريب مرتين كل شهر.
بعضهم يلقيه علي ريبة وشكاً بوصفى أستاذ جامعة لا يريد الكتابة عن رأس الهرم الذي يعود إليه بالراتب نهاية كل برج أو مطلعه.. لم أعد أعرف الموعد بالضبط.
والخلاصة أنني في بالغ الحيرة، معالي وزير "التربية والتعليم"، وهذا هو المسمى هو مؤلف أروع كتاب هز به الحصون التقليدية التي أعاقت مسيرة التعليم، ولربما كتبنا عن هذا الكتاب ذات زمن من المقالات ما يفوق أوراقه الفعلية وبالضعف. مشكلة معالي الوزير أنه كان صاحب هذا الكتاب، والقضية الأهم أننا نعتقد أنه أول وزير وصل للكرسي الأعلى بعد تأليف كتاب. غيره لم يصل حتى بعد كتابة عشرين كتابا، وفي أحيان كثيرة أكاد أجد العذر لمعاليه حين أحاول الإجابة عن السؤال الابتدائي في رأس المقال. أحيانا أقول إن الجواب يكمن في الفوارق ما بين النظرية وبين التطبيق، وبالخصوص حين ألمح عنوان الكتاب في رفوف مكتبتي، وللحق لم أحاول إعادة قراءة الكتاب. 
أحيانا أقول .... إن الشقة أكبر من الرقع: معالي الوزير مسؤول عن نقل معلم من أقصى صامطة أو الربوعة مثلما هو صاحب التوقيع النهائي عن نقل أستاذ جامعي من قسمه الأكاديمي إلى القسم المجاور.
معالى الوزير هو من يعتمد النشاط المدرسي لمندوبية تعليم الشقيق، وهو أيضا من يبصم بالموافقة على برنامج نشاط جامعة الحدود الشمالية. هو المسؤول الأخير عن اعتماد مجالس كل الجامعات العامة والخاصة أيضاً، وهي إضبارات محاضر ضخمة تحتاج لتمديد يومه العملي لأكثر من أربع وعشرين ساعة لو أن صاحب المعالي أراد قراءة كل قراراتها بالضبط. 
معالى الوزير مسؤول عن كل حرف بالمناهج الدراسية من الروضة الأولى حتى نهاية السنة الأخيرة لطالب مرحلة الدكتوراه في برنامج الدراسات العليا.
مسؤول عن حذف ما أدى ذات زمن إلى كارثة الحادي عشر من سبتمبر، وهو بالمناسبة ذات الوزير الذي تم تعيينه في الحادي عشر من ديسمبر.
نحن نحاكمه على تفاصيل الكتاب الذي قام بتأليفه ونحاسبه أيضا لأنه كان مدير الجامعة الصغيرة التي كانت به ووحده ملء السمع والبصر.
معاليه هو الفارق ما بين الكتاب والمسؤولية وبين التطبيق والنظرية.