هشام صافي

تحتفل دولة الكويت الشقيقة في الخامس والعشرين من فبراير/شباط، كل عام، بالعيد الوطني، الذي يجمع مناسبتين عزيزتين على قلوب أهل الكويت وأشقائهم الخليجيين والعرب، وهما استقلال البلاد في التاسع عشر من يونيو/حزيران عام 1961، وتولي المغفور له، بإذن الله، الشيخ عبدالله السالم الصباح، مقاليد الحكم، في 25 فبراير/شباط، واُتفق على جمع المناسبتين والاحتفال بهما سنوياً في الخامس والعشرين من فبراير، وأضيف له يوم السادس والعشرين من فبراير للاحتفال بذكرى تحرير الكويت من الاحتلال العراقي.


والمتتبع لسياسة دولة الكويت الخارجية، يجد تشابهاً مهماً بينها وسياسة دولة الإمارات العربية المتحدة، في علاقات كل منهما الراقية مع معظم دول العالم، وجهود دعم السلام العالمي، ومساعدة الدول الفقيرة في مجال التنمية، والدول التي تتعرض للكوارث والحروب، واحترام استقلال الدول وسيادتها على أراضيها، ومكافحة الفكر المتطرف والإرهاب.


والكويت الشقيقة أحد أعمدة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي ينسق سياسات دول المجلس الست، ويشكل حاضنة لمشروعاتها التكاملية المشتركة ومواقفها السياسية، إزاء مختلف القضايا، بما يمنحها قوة ومكانة مميزة في عالم بات لا يحترم الضعفاء والهامشيين، وأصبح لدول المجلس شأن على قدر كبير من الأهمية، يعبر عن قوتها الاقتصادية، وأهميتها كمنطقة جغرافية استراتيجية، لديها ثروات بترولية هائلة.


المصالح المشتركة بين شعوب المنطقة، وما يجمع شعبي الإمارات والكويت، عامل مهم تحرص القيادة السياسية في البلدين على تنميتها واستثمارها وترجمتها إلى مزيد من تنسيق المواقف إقليمياً ودولياً، وزيادة القوة الاقتصادية للبلدين ودول المجلس بتنويع الموارد ومصادر الدخل، وزيادة مجالات الاستثمار، ورفع المستوى المعيشي للمواطنين، وتلبية جميع احتياجاتهم المعيشية، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، وهي سياسة تقود بطبيعة الحال إلى زيادة أمن واستقرار دول المجلس، ورخاء شعوبه، وارتقاء العلاقات بين القيادات السياسية في دوله وشعوبها، نتيجةً طبيعية لتبني الحكومات أهداف ومطالب الشعوب.


إن العلاقات النموذجية التي تربط أبناء شعبي الإمارات والكويت، والمصالح والآمال المشتركة بينهما، تزداد رسوخاً وقوة، نتيجة اقتناع الجميع بأن اتحاد الدول والشعوب على أرضيات المصالح الوطنية الواحدة، هو خير حصن يحمي مصالح الجميع، ويمنع أن تكون مطمعاً للآخرين، طالما خلفها قيادات وشعوب وحكومات تجمعها مصلحة وطنية واحدة.


وكل العلاقات الثنائية القوية داخل مجلس التعاون الخليجي، هي بلاشك، إضافة مفيدة وضرورية لنسيج العلاقات الذي يربط كل دول المجلس، وفيها إضافة لقوة المنظومة التي توحد السياسات والإمكانيات، وتقودها الكوادر الوطنية في معركة التنمية والبناء، والتأسيس للمستقبل على أرضية قوية.


هنيئاً لشعب الكويت وقيادته بعيدهم الوطني، وعاماً بعد عام إلى مزيد من الإنجازات.