خالد بن حمد المالك

اختتم الملك سلمان زيارته لماليزيا، بعد ثلاثة أيام قضاها في اجتماعات عمل ومناسبات مكثفة، أنجز فيها ما كان قد حمله في الملفات التي اصطحبها معه وفيها الكثير من الأفكار وبرامج العمل لتفعيل الشراكات القائمة بين المملكة وماليزيا، وما استجد من مجالات تعاون جديدة، وكانت الزيارة في مجملها ناجحة بكل المقاييس، وسجلت نسبة عالية من الرضا لدى الأشقاء الماليزيين.
* *
غادر خادم الحرمين الشريفين العاصمة الماليزية تاركاً انطباعاً جيداً عن التحضير الذي أعده للعلاقات المستقبلية بين بلدينا، وما أثمرت عنه الزيارة من توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وقد كانت الزيارة فرصة لمنح الملك الأوسمة وشهادات الدكتوراه تثمينا لدوره العالمي في خدمة الإنسانية في مختلف مجالات المعرفة، وتفانيه في دعم كل مجهود يؤدي إلى تحقيق ذلك بامتياز.
* *
وقد توجت الزيارة الملكية ببيان سعودي - ماليزي مشترك، تضمن التأكيد على أن المباحثات التي تمت بين الملك سلمان ورئيس الوزراء الماليزي داتو سري محمد نجيب عبدالرزاق كانت بناءة ومثمرة، وأنه تم خلالها تبادل وجهات النظرحول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وتكثيف التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية، كما بُحثت القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
* *
وبهذا يمكن القول بأن الزيارة الملكية كانت مفتوحة لمناقشة وتبادل الآراء في كل المجالات، وبخاصة استكشاف الفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030، وتعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين، متضمنة التدريب والتمارين المشتركة وتبادل الخبرات العسكرية، وأشار البيان إلى القضايا التي تهم الأمة الإسلامية، وكانت في مقدمة القضايا التي تم بحثها والاتفاق عليها تضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف ونبذ الطائفية، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله وصوره وأيا كان مصدره.
* *
وكان من بين ما تضمنه البيان المشترك - وله أهميته في هذه المرحلة التي تواجه الأمة الكثير من التحديات - الإعلان عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره ماليزيا، باسم (مركز الملك سلمان للسلام العالمي)، وجاءت القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، ووحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، وحل أزمته سياسياً من بين ما أسفرت عنه زيارة خادم الحرمين الشريفين وذكرها البيان المشترك مفصلا، مع تطابق وجهات النظر في المعالجات الصحيحة لها، مع ما عبر عنه الجانبان من قلق بالغ إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
* *
الملك سلمان وصف زيارته وما جرى خلالها من مباحثات في برقية لملك ماليزيا السلطان محمد الخامس، بأنها قد أسهمت في تقوية العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وتعزيز التفاهم المشترك بين البلدين، بما يعود بالخير على بلدينا وشعبينا الشقيقين، وبما يخدم الأمن والسلم الدوليين، ومثلها ما قاله في برقية لدولة رئيس وزراء ماليزيا داتو سري محمد نجيب عبدالرزاق، مشيرا إلى نجاح الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالحنا، ويحقق تطلعات شعبينا الشقيقين، والأمن والسلم في العالم.
* *
أي أنه يمكن القول: إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لماليزيا قد نجحت بامتياز بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في جميع ما يخدم مصلحة البلدين، ويزيد من فرص التعاون بينهما، وبعيداً عن العلاقات الثنائية، بما أسفرت عنه الزيارة من تعاون وشراكة، اقتصادياً وثقافياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً، فقد كان الإرهاب والتصدي له حاضراً في مباحثات الملك سلمان في ماليزيا، وكانت الأولويات خارج نطاق التعاون الثنائي، تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية التي تشكل خطراً على استقرار منطقتنا، ويمتد أثرها إلى دول العالم، وخاصة في فلسطين وسوريا واليمن.