رجا ساير المطيري

لم يكن محمد عبده وهو يغني "قلبي تولّع بالرياض" في الجنادرية قبل ثلاثة عقود، إلا صادقاً في تعبيره عن علاقته المميزة بالرياض وأهلها منذ أن بدأ مسيرته في الغناء وحتى يومنا هذا الذي سيحيي فيه حفلته الغنائية مع رفيقه الفنان راشد الماجد. علاقة مستمرة لم تنقطع يوماً، حتى في ظل توقف الحفلات الغنائية عن مدينة الرياض لأكثر من ثلاثين سنة.

ارتبط فنان العرب بأهل الرياض منذ بداياته، غنى لهم في الحفلات العامة والخاصة، في مسرح التلفزيون ومسرح الأمانة ومسرح جامعة الملك سعود، وأطل عليهم لسنوات عبر منصة الجنادرية برفقة الراحل الكبير طلال مداح رحمه الله. ورغم توقف الحفلات الجماهيرية عن مدينة الرياض منذ عام 1992، إلا أنه بقي حاضراً في المناسبات الاجتماعية لا يغيب ولا يتأخر عن مشاركة أهل الرياض أفراحهم.

وفي هذه الليلة التي يحتفل فيها سكان العاصمة بعودة الحفلات الغنائية، يحضر محمد عبده بوصفه أيقونة وطنية ورمزاً فنياً كبيراً ليقدم حفلة استثنائية في ليلة استثنائية، يدشن من خلالها مسيرة جديدة للحفلات الجماهيرية، ويؤكد عبرها علاقته المميزة بمدينة الرياض التي تغنى بها وبأهلها كثيراً.

لذا وحين نحتفل بأمسية الليلة، فليس ذلك من أجل لقاء محمد عبده فقط، لأنه لم يغب يوماً عن الرياض وهو حاضر أبداً في مناسباتها وفي وجدان أهلها، إنما الاحتفال لعودة الحفلات الغنائية الجماهيرية من جديد وتأسيس مبدأ الاستثمار في الفن وتدشين مفهوم صناعة الأغنية بما يضمن تطوير الفن الغنائي وتجويد منتجاته، إضافة إلى أن عودتها ستوفر منصة لنجوم الطرب يتواصلون من خلالها مع جمهورهم الكبير. أما محمد عبده الذي "تولّع" بالرياض فهو حاضر في وجداننا في كل وقت، نحتفل به وبإبداعه كلما سمعنا له أغنية، وكلما طربنا بصوته الجميل.