سعيد السريحي

قبل أن ندين مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت لما تبثه من خطاب الكراهية علينا أن ندين لها بالفضل أن عرت هذا الخطاب وكشفته بعد أن ظل طويلا ينخر في جسد المجتمع ونحن جميعا بين مكابر لا يعترف به وغير مبالٍ بما قد يترتب عليه وخائفٍ ممن كانوا يؤسسون له ويشيعونه بين الناس ويحرضون عليه.

خطاب الكراهية الذي أزكمت رائحته الأنوف في مواقع التواصل الاجتماعي كانت رائحته قد فاحت قبل ذلك حين كانت جماعات لا هم لها غير تقسيم المجتمع إلى طوائف ومذاهب واتجاهات تصنفها كما تشاء وتتهمها بما تشاء، حتى أوشكت تلك الجماعات أن تمزق جسد الوطن الواحد والشعب الواحد إلى سنة وشيعة تارة وإلى ليبراليين وعلمانيين وملتزمين تارة أخرى، وتعمل على تشويه المجتمع حتى كدنا نصبح مجتمعا يشك فيه المرء في أخيه وأمه وأبيه ممهدة بذلك لفتنة لولا لطف الله بنا لحل بنا ما كانوا ينوونه من تمزيق لوحدة الوطن وتفريق لكلمة الشعب.

مواقع التواصل الاجتماعي عكست ذلك كله وكشفت ما كان مسكوتا عنه، وذلك حين عمد الذين كانوا يقفون وراء تلك الفتنة إلى تحويل تلك المؤامرات من أجندات خاصة كانوا يعملون على تنفيذها إلى تيارات شعبية يستدرجون من خلالها من يغررون بهم ويغرونهم بما يرفعونه من شعارات زائفة ووعود كاذبة.

ولذلك فإننا إذا ما أردنا أن نواجه خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي فإن علينا أن نواجه من يقفون وراءه في الوسط الاجتماعي، ولعلنا لو اختصرنا المواجهة على تلك المواقع نكون كمن حطمت مرآتها حين كشفت لها عن قبح التجاعيد في وجهها الذي تخفيه خلف قناع من الزيف والخداع.