شملان يوسف العيسى

تتسابق دول الخليج العربية في الفترة الأخيرة، وبعد انخفاض أسعار النفط على تنويع مصادر الدخل، وهنالك توجهات كثيرة لتشجيع السياحة بين هذه الدول لما لها من عائد اقتصادي مهم على جميع القطاعات في الدول. والمعروف عن السياحة هو أنها من أكثر القطاعات التي تخلق وظائف للمواطنين، مثل: تشغيل الفنادق، والمطاعم، والأسواق، وأماكن الترفيه، والتاكسي، وغيرها.. كل هذه القطاعات تعمل لتشجيع السياحة.

والسؤال الآن هو: من الذي ينجح في مجال السياحة الخليجية؟ وما عوامل النجاح والفشل؟

عوامل النجاح كثيرة ومتعددة لا يتسع المجال للخوض فيها كلها، لكن الشرط المؤكد لنجاح السياحة هو وجود الحريات الاجتماعية للسائح والمواطن والمقيم. وفي مقابلة تلفزيونية مع رجل الأعمال الإماراتي المعروف خلف الحبتور، تحدث فيها عن فلسفته فيما يخص الحريات الاجتماعية وحدد مثالاً على ذلك الموسيقا وغيرها، وذكر أن هذه الحريات فيها منفعة للبلدان، وأن راحة المواطن والمقيم والسائح أمر مهم.. فقدرتهم على ممارسة حرياتهم وعمل ما يرغبون به دون وصاية من أحد، كل ذلك من أهم أسباب النجاح للسياحة في الدول الخليجية ولاستقطاب السياحة من جميع أنحاء العالم.

كل دول الخليج قادرة على بناء مطارات جديدة، وفنادق، وأسواق، ومجمعات تجارية حديثة، وشواطئ جميلة.. لكن كل ذلك يظل محدود الأهمية إذا لم تتوفر الحريات التي يطلبها السائح والمواطن والمقيم. فما الفائدة من وجود سواحل جميلة تطل على البحر، لكن لا يرتادها أحد لأنه ليس مسموحاً لمن يرتاد هذه الشواطئ بلبس ملابس السباحة، وليس مسموحاً للشباب بسماع الموسيقى التي تعجبهم؟

على الدول الخليجية إذا ما أرادت النجاح في مجال السياحة أن تحدد من هو السائح الذي تريده، فالأخوة في المملكة العربية السعودية أعلنوا بأنهم يركزون على السياحة الدينية وما تجلبه الأماكن المقدسة من حجّاج ومعتمرين.. وهنا تنتعش الفنادق والأسواق ويستفيد الجميع منها.

لكن أغلبية المواطنين هناك من الشباب الباحث عن السياحة، وهناك تقديرات مفادها أن عدد السياح السعوديين بلغ 6 ملايين مواطن في عام 2013، يبحثون عن أماكن ترفيه متعددة.. وقد كان نصيب مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من مليون سائح سعودي.

لقد نجحت دولة الإمارات في استقطاب السياح للمهرجانات، والمعارض، والندوات المتنوعة في كل المجالات، سواء المهرجانات العسكرية، أو الفنية، أو السينما، أو المسرح، أو عروض الأزياء، وغيرها.. هذه الأنشطة المختلفة ساهمت في جعل الإمارات مركز استقطاب للسياح العرب والأوروبيين رغم حرارة الجو صيفاً.

النجاح الإماراتي، لا سيما في مجال السياحة، هو ما يجب أن تستفيد منه دول الخليج العربية في محاولاتها تشجيع السياحة في بلدانها. لذلك فقد كان الحبتور محقاً في قوله بأن وجود الحرية هو أحد الأسرار المهمة لنجاح السياحة في الإمارات.