عزة السبيعي

في منتصف شهر أكتوبر يظهرون، خاصة في المناطق التي اعتاد سكانها الاحتفال بما يُسمى «الهالوين» في يوم 31 أكتوبر، وهو احتفال متعلق بالرعب وارتداء الأزياء المرعبة، ويطرق الأطفال الأبواب في الليل، مخيرينك بين إرعابك أو إعطائهم حلوى، لكن يعترضون عليه، وهم مجموعة مسيحية متدينة، تعتقد أن الهالوين هو عيد وثني، ولا علاقة له بقديسي الديانة المسيحية، وبعض البريطانيين والفرنسيين يرونه تقليدا أميركيا، يسعى لأمركة مجتمعاتهم؛ لذا يعترضون سنويا عليه، ويقفون أمام المحطات مع منشورات تُحذِر منه وتستوقف الأهالي وتناصحهم بشأنه.
أشهر المعترضين أيضا ما يُسمى حركة «الخضر»، وهم يساريون عُرفوا بحدتهم واستخدامهم العنف والضرب؛ لإثبات حجتهم وإظهارها. هناك أيضا مجموعة «فيمن» وهي مجموعة من النساء تعترض على أي نشاط أو قرار ضد المرأة، بتصرف يشبهونه بطريقة النساء الأمازونيات، وهو تصرف أحرج القنوات الإخبارية، والناس في المؤتمرات، وآخرها لقاء مع أحد أعلام الإخوان المسلمين.
في كل مكان يقع الاحتساب أو الاحتجاج والرفض؛ لأنك ببساطة لا تملك طريقة لجعل الناس كلها راضية عن حدث معين، دائما هناك مَن لا يعجبه تصرفك، لكن هذا لا يعني أنك لا تستطيع أن تجد طريقة تجعل احتجاجه مجرد تعبير لا يقطع الفعالية، ولا يؤذي من حضروا بأمرك وبإذنك وبكلمة منك.
المحتسبون في العالم لا بد أن يحصلوا على إذن من الشرطة، وهناك مكان محدد لهم يقفون فيه، ويبدون رأيهم، يطيعهم من يطيعهم، ويرفض الانصياع من يرغب، ومن يتجاوز الخط؛ يُقبض عليه ويحاكم.
لذا لا تستطيع لوم شاب لديه معاييره على الاعتراض، لكن لُمْ نفسك لأنك لم ترتب نفسك للتعامل مع هذا الاعتراض، وهذا ما حدث في معرض الكتاب، فكيف وصل هذا الشاب إلى نقطة العرض، وتجاوزه للحصول على الميكرفون، هذا في الواقع لا يحدث حتى في الأنشطة المدرسية، فكيف بحدث كمعرض الكتاب! لذا مساءلة الشاب يجب ألا تكون هدفا، بل يجب مساءلة من أوصلوا الأمر إلى هذا الوضع؛ الذي يجبرنا على الاعتذار للإخوة ضيوفنا من ماليزيا .