جهاد الخازن

استطلاع عن أفضل بلدان العالم وجد أن سويسرا هي الأفضل، فهي تتقدم الجميع في العمل والمواطنة والسياحة والتعليم والشفافية واستضافة الشركات الكبرى.

الاستطلاع جرى بعد انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وشاركت في إدارته مجلة أميركية وجامعة وشركة استشارية.

قرأت أن 21372 مواطناً من اميركا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط شاركوا في الاستطلاع، وبينهم 12396 وُصِفوا بأنهم «نخب مطلعة» و6489 من رجال الأعمال وصنّاع القرار، والبقية من المواطنين المتعلمين.

الدول العشر الأفضل في العالم هي على التوالي سويسرا ثم كندا وبريطانيا وألمانيا واليابان والسويد والولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا والنروج. لاحظت أن قائمة الدول الخمس والعشرين الأولى أكثرها أوروبي، ولكن مع وجود سنغافورة في المركز الخامس عشر والصين في المركز العشرين والهند في المركز الخامس والعشرين.

من الدول العربية كانت هناك الامارات العربية المتحدة في المركز الثاني والعشرين، ولها مني التهنئة فقد عرفتها قبل عقود وهي دولة ناشئة تحاول اللحاق بركب العالم المتقدم، وأعرفها اليوم بلداً عربياً متقدماً في كل مجال والمواطنون فيها ينعمون بمستوى معيشة عالٍ، مع قدرة على مساعدة الآخرين. غابت الكويت عن القائمة مع أنها بلد ثري وديموقراطي، وغيابها يدين الذين كتبوا القائمة لا الكويت.

كنت أعرف قبل قراءة المادة عن نتائج الاستطلاع الذي شمل 80 دولة أنني لن أجد فيه أسماء سورية والعراق واليمن وليبيا والسودان، ولكن، أغلّب الأمل على الواقع المرّ وأرجو أن أرى الدول العربية كلها تنعم بالسلام وتبني اقتصاداً ناجحاً مع حد أدنى من الديموقراطية. في القائمة، السعودية 32، قطر 34، مصر 45، المغرب 48، البحرين 56، تونس 64، عُمان 66، الأردن 67، لبنان 76، الجزائر 78.

لا عزاء في القول إن الولايات المتحدة تراجعت في الاستطلاع الأخير عن مركزها في استطلاع 2016 فهي الآن في المركز السابع و75 في المئة من المشاركين قالوا إنهم فقدوا بعض الاحترام لها في أعقاب انتخابات الرئاسة السنة الماضية. وجدت أن نصف المشاركين يرى أن الأوضاع العالمية كلها تراجعت في السنة الماضية.

ما سبق لا يلغي أن الاستطلاع وجد أن الولايات المتحدة لا تزال أقوى دولة في العالم مع أن الفرق بينها وبين روسيا في القوة ضئيل. هي تتقدم روسيا والصين وبريطانيا وألمانيا. وجدت أن ايران في المركز 79 من بين الدول الثمانين التي شملها الاستطلاع، إلا أنها تحتل المركز الرابع عشر في القوة.

كندا وبريطانيا حافظتا على موقعيهما الثاني والثالث في القائمة، إلا أن المانيا سقطت من المركز الأول سنة 2016 الى المركز الرابع، وأرجح أن السبب اللاجئون وعمليات إرهابية شهدتها. اليابان صعدت مركزين لتصبح خامسة، والولايات المتحدة سقطت مركزين لتصبح سابعة.

الاستطلاع أظهر أن هيلاري كلينتون كانت ستفوز بالأصوات الشعبية حول العالم، كما فعلت في الولايات المتحدة فقد نالت 2.9 مليون صوت أكثر من دونالد ترامب. كانت للاستطلاع نتيجة مماثلة ولكن ترامب بقي متقدماً عليها في روسيا حيث نال 83 في المئة من أصوات المشاركين في الاستطلاع، وفي الصين حيث نال 54 في المئة من الأصوات، وأيضاً إسرائيل و46 في المئة من الأصوات.

أصر على أن كلينتون أفضل منه رغم الخسارة، بل ربما إبني الذي وُلِد في الولايات المتحدة ويحمل الجنسية الأميركية أفضل منه أيضاً.