عبد الله ناصر الفوزان

الدور الذي قام به الملك فيصل خلال فترة قيادته المملكة كان متميزا ومفيدا له وللمملكة، أعلى من شأنها في المحافل الدولية وزاد من شعور المواطن بالفخر بمواطنته، وفي الوقت نفسه أعلى من شأنه كزعيم بارز يحظى بالتقدير والاحترام على مستوى العالم، وهذه ليست قصيدة فخر ولم تعد مجرد ذكريات مخزونة في الرؤوس، بل شهادات موثقة قدمها سياسيون بارزون على المستوى الدولي.

الزيارات التي قام بها الملك سلمان لدول في شرق آسيا ذكرتني بالزيارات التي قام بها الملك فيصل، وهو يواصل تعظيم شأن المملكة وشأنه، والملك سلمان مثل الملك فيصل همه الأكبر ومشروعه الأول ليس فقط الحفاظ على هذا الكيان الغالي الذي بناه عظيمنا الملك عبدالعزيز وأجدادنا الأفذاذ الذين آزروه، وإنما الارتقاء به نحو هامات السحب كما قال شاعرنا المبدع بدر بن عبدالمحسن، والملك سلمان مثل الملك فيصل لديه الخصال التي تمكنه من ذلك.

لو قيل لي اختر خمس أولويات تظن أن الملك سيوليها اهتمامه لتعينه على بناء دوره الدولي الكبير لقلت اللحمة الوطنية أولا وخامسا، فمع لحمة وطنية قوية يمكن بناء دور دولي عظيم ومواجهة جميع الصعاب، ومع الفرقة يصعب البناء وتتكاثر المشاكل، واللحمة الوطنية لها متطلبات من الحكومة والمواطنين أبرزها العدل والعيش الكريم، وأن تكون الحكومة بأنظمتها وأجهزتها حكما عادلا تدير الحوار المجتمعي الراقي وتوفر حق التعبير في مختلف الوسائل، ولا حق لأحد في فرض رأيه على أحد لا باليد ولا حتى برفع الصوت أو الأساليب النابية، وما يفرزه الحوار من أنظمة، فلابد أن تكون محل تسليم الجميع ورضاهم، والمرجع في الاختلافات أجهزتنا على اختلاف أنواعها، ولدي إحساس كبير بالاطمئنان لكون الملك سلمان -حفظه الله- هو خبير الخبراء في كيفية توفير اللحمة الوطنية، فهذا فنه وهو أستاذ الجميع.

ولاشك أن للملوك السابقين أدوارهم، وللكل شخصيته وبصمته ودوره المتناسب مع ظروف عصره، والملك سلمان يقوم الآن بدور كبير في وطن كبير ستكون نتائجه كبيرة بعون الله.. وفقه الله.