سعيد الحمد 

دأبت الجماعات الولائية على اختراع مصطلحات لها لاعلاقة لها بالواقع البحريني المعاش، وهي مجرد شعارات كاذبة تحاول المكر بالرأي العام العالمي بأسلوب ابتداع مصطلحات يتم الترويج لها من هذه الجماعات عبر قنوات اعلامية تشمل الفضائيات والصحف التي وإن كانت تنطق بالعربية لكنها موجهة تماما من طهران التي أوقفت لها ميزانيات ضخمة من قوت الشعب الايراني المغلوب على أمره والمقموع في بلاده بشكل لا يوصف.

ومؤخرا خرجت علينا ماكيناتهم الاعلامية بالمصطلح المكذوب «استهداف الوجود الشيعي في البحرين» تزامنا مع محاكمة المدعو عيسى قاسم، والذي هو في النهاية فرد مجنس يقيم في البحرين ويسري عليه ما يسري على أمثاله من قوانين وأنظمة، إذا ما خرج عنها تمت مقاضاته وفق القوانين والاحكام السارية في البلاد.
ومهما «قدس» البعض القليل هذا الفرد فلا يمكن بأي حال من الاحوال وبأي مقياس من المقاييس معادلته أو مساواته بوجود طائفة بأكملها لها احترامها ولها مكانتها ولها توجهات وأفكار ولديها رؤى وطروحات تختلف كل الاختلاف عن هذا الفرد حتى لو كان «مرجعية سياسية» لدى فريق أو لدى جماعة تنشط في الساحة، وكان لديها نواب ووزراء متعاطفون معها ظلوا لسنوات يعملون وفق الأنظمة والقوانين ولم يستهدفوا أو يمارس عليهم قمع ومنع ولربما كانت أصواتهم هي الأعلى بين كل الأصوات التي نشطت في المشهد العام.
أقاموا مؤتمراتهم السنوية وحضرها مشاركون من الخارج والداخل وترشحوا للانتخابات ونظموا الندوات والمحاضرات ومثلوا جماعتهم في البرلمان.
فمن اين اخترعوا هم تحديدا هذا المصطلح الكاذب والمخادع وهم أنفسهم من استثمر واستفاد اكثر من سواه من مشروع الاصلاح؟؟
ولا داعي هنا لأن نعود الى التاريخ ونتحدث عن الوجود الشيعي في البحرين والذي لا نحتاج معه الى شواهد على ما يتمتع به هذا الوجود من حريات وحقوق وحياة كما يتمتع سواه من الطوائف والملل الأخرى، والبحرين مثال شاخص على التعايش والانسجام والتفاهم.
وإذا ما أردنا ان نحصر الأمثلة والمقارنات في الطيف الشيعي الواسع والمتعدد المشارب في بلادنا، فهذا الطيف وهذه الطائفة الكريمة كانت وما زالت تمارس حياتها بشكل طبيعي وتعمل في كل المجالات بلا تنغيص ولا ممانعة وتعيش كما يعيش غيرها.
ولكننا أمام فئة محدودة خرجت على الشرعية الوطنية في بلادنا وتمادت في خروجها ونادت بإسقاط النظام البحريني الوطني بامتياز والذي يلتف الشعب حوله.
وكان هذا الفرد المدعو عيسى قاسم ومن موقعه كمرجعية سياسية لهذه الفئة المتمردة يقف على رأس المحرضين بخطاباته وتصريحاته وبما كان يضخه يوميا ويغذي به هذه الشرذمة مستغلا طول البال وسعة الصدر معه حتى بلغ به الاستكبار والغرور الواهم مبلغا مس الامن الوطني للبلاد والعباد وهدد السلم الأهلي تهديدا مباشرا وصريحا عندما أطلق متشنجا دعوة «اسحقوه» التي استنكرها عليه أصغر صغير في الطائفة الشيعية الكريمة إلا تلك الشرذمة التي اعتبرت تلك الدعوة تكليفا شرعيا لها بارتكاب الجرائم وممارسة الارهاب بحق الوطن والمواطنين.
وبينما كان المدعو عيسى قاسم يخرج لجماعته بمظهر الثوري الزاهد في الدنيا كان يمارس بالخفاء ما اعتبره قانون البلاد «تهمة» وهي جمع الأموال خارج القوانين والأنظمة ينبغي محاكمته عليها أمام قضاء عادل، وهو ما تعمل به جميع الدول والبلدان الحضارية مع أي فرد كان.. فهل محاكمة فرد هي استهداف وجود لطائفة بكاملها؟؟ إنه العجب الذي لم تنطق بمثله الاوائل والاواخر، وهو في النهاية زعم مكذوب كذبا بواحا يكذبه الوجود الشيعي في البحرين منذ عقود وعقود.