جاسر عبدالعزيز الجاسر

 اختتم معرض «كتاب الرياض الدولي» بعد أيام حافلة بالثقافة والندوات الفكرية والأنشطة التي امتزج بها الفن بالفكر والثقافة والحراك الاجتماعي، إذ إن أيام كتاب الرياض إضافة إلى تقديمه وجبات فكرية «دسمة» من خلال الندوات والمحاضرات التي أقيمت على هامش المعرض، والحصول على كتب ومؤلفات ثمينة غنية بفكر مؤلفيها، أيضاً أتاحت أيام المعرض الالتقاء بعدد من الأصدقاء من المؤلفين والكتَّاب والمثقفين الذين حرصوا على الحضور إلى الرياض ليحتفلوا مع أهل الرياض ويشاركوهم الاستفادة بما احتوته أجنحة المعرض من مؤلفات وكتب وُضعت في مكان واحد احتوى العديد من التسهيلات التي تجعل كل ما يحتويه المعرض وأجنحته يظهر أمامك في لمسة واحدة.

لست وحدي من التقى بالعديد من الأصدقاء والأحبة، حتى الذين يقيمون في الرياض وتحرمنا مشاغل الدنيا والركون إلى الراحة عدم الالتقاء بهم، إضافة إلى إخوة أعزاء من مدن المملكة الأخرى وحتى من خارج المملكة، ولهذا فإن أيام معرض الكتاب في الرياض لم تقتصر على إتحاف أهل الرياض بشذى الفكر والثقافة، ولم تحرم آلاف المثقفين من حضور ومتابعة الندوات الفكرية والثقافية، بل أيضاً أتاحت لنا لقاء من نحب. والواقع أن معرض كتاب الرياض الدولي أصبح ظاهرة فكرية وثقافية مهمة ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب والذي حفز معارض أخرى في مدن المملكة، كالمعرض الذي أقيم في جدة، وقبلها في الطائف والمعارض التي تتم على هامش المهرجانات والمناسبات التي تقيمها المؤسسات الثقافية والجامعات السعودية، وكل هذا يضاف إلى الحراك الفكري والثقافي والتنويري الذي تشهده المملكة والذي لابد وأن يوسع من مساحة التطور والتقدم اللذين تؤسس لهما الثقافة، كون الفكر هو القاعدة والبنية الأساسية لتطور المجتمعات، والإقبال الكبير لزوار المعرض وما تم شراؤه والحصول عليه من الكتب سواء بالشراء المباشر أو عن طريق الطلبات الإلكترونية والإقبال الكبير من قبل دور النشر التي بلغت أكثر من خمسمائة دار نشر من 25 دولة، معطيات تؤكد أن السعوديين محبون للقراءة، وأنهم لا يمكن تصنيفهم ضمن المقولة التقليدية التي يرددها البعض بشكل نمطي بأن العرب لا يقرؤون.

لا، هذا القول غير صحيح وتدحضه معطيات معرض كتاب الرياض الدولي، الذي أكد أن السعوديين يقرؤون ويتعلمون ويتطورون ولذلك يسعى إلينا الناشرون.