عبد الله ناصر الفوزان

أتذكر بعد استحداث حوارنا الوطني أن غازي القصيبي -رحمه الله رحمة واسعة- كتب مقالاً قال فيه ما معناه إن الهدف هو تعليم المجتمع فن الحوار.. ويقصد أن نتعلم فن الحوار الراقي بلا تشنجات.. ووقتها كانتْ قد صدرت توجيهات للصحف بإيقاف حوار ساخن عن المرأة فعلقتُ على مقال الدكتور غازي بمقال قلت فيه كيف سنتعلم فن الحوار ونحن بمجرد أن نبدأ حواراً حقيقياً في ميدان مفتوح ويبدأ التفاعل تصدر التوجيهات بعدم الاستمرار فيه؟

الآن بعد كل هذه السنين من التدريب الذي مارسته إدارة الحوار الوطني (على رأي الدكتور غازي) هل يمكن القول إننا استفدنا وتعلمنا -ولو قليلاً- فن الحوار أم أهدرنا الكثير من الجهد والمال بلا نتيجة.

الإجابة في ظني واضحة ولكن مع هذا ما أجمل حوارنا الوطني قياساً بحوارنا العربي فالحوار العربي أصبح حوار البنادق والرصاص يعني تدهور كثيراً، وإذا فالارتقاء بمستوى الحوار يقوم على عوامل مكانها ميادين الحوار وساحاته وأدواته وليس التلقين في الغرف والصالات المغلقة، ويعني هذا ثانياً أن لا قيمة ولا تأثير لتلك الأجهزة المباشرة.. «الحوار الوطني» و»نزاهة».. وما ماثلهما، فالميادين العملية للارتقاء بالحوار هي ميادين الإعلام والتربية والمكتبات ووسائل الفنون والثقافة.

غير وارد أن أناقش كيف تحول الحوار العربي إلى حوار بنادق ورصاص في تغريدة قصيرة ولكن هذا يوضح أن تعلم فن الحوار لابد أن يكون بالممارسة الفعلية وفي الميادين الحقيقية.