أكدت مجلة «نيوزويك» الأميركية أن روسيا وإيران تدركان أن نظام بشار الأسد أصبح يعرقل نهوض البلاد من مستنقع الحرب الذي وقعت فيه طيلة السنوات الماضية، مشيرة إلى أن المحافظة على رجل وعائلة واحدة في الحكم، أدى إلى وصول الصراع السوري إلى هذا التردي.


وأوضح كاتب التقرير ومدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط فريدريك هوف، أن الأسد قام بإفراغ سجونه من المتطرفين وأدخلهم ضمن فصائل المعارضة التي تقاتله من أجل تشويه سمعتها وزيادة الاقتتال بينها بعيدا عن نظامه، وهي استراتيجية تقوم على الاقتتال الجماعي وتتبنى سياسة تقطيع الأوصال بين المعارضين.

حفاظ المصالح
أوضح التقرير أن إيران ترى في نظام الأسد أنه شريان حيوي لا ينبغي التفريط فيه مهما كلف الأمر من أجل تغذية الميليشيا اللبنانية حزب الله، لافتا إلى أن إيران وروسيا حليفتا الأسد، ولا تريان مانعا في قتل وتشريد وتجويع ملايين المدنيين مقابل الحفاظ على مصالحهما في سورية.
وأضاف التقرير أن طهران تعلم علم اليقين أن نظام الأسد لن يدوم في الحكم طويلا، وبالتالي عملت على إدخال ميليشيات شبيهة بحزب الله اللبناني تحفظ لها مصالحها في حال سقوط النظام، وتضمن بذلك الحزام البري لمشروعها التوسعي، مشيرا إلى أن هذا الأمر مكن ميليشيات إيران التي قدمت من بلدان بعيدة مثل أفغانستان والشيشان وغيرهما من إظهار تعنتها ورفضها أي مصالحة أو وقف لإطلاق النار.


أخطاء أوباما
وأشار التقرير إلى أن ادارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ركزت على استعراض قواها الدبلوماسية التي دمرت سمعتها، بينما لم تراع الظروف الإنسانية للمدنيين، وفي مقابل ذلك مكنت مسؤولي النظام السوري من علو شأنهم في المنظمات الدولية.
وخلص التقرير بحسب تصريحات بعض الشخصيات السورية المعارضة إلى أن وجود روسيا في سورية أشبه ما يكون بالعلة، بينما وجود إيران بمثابة الموت المحقق، لافتا إلى أن روسيا كانت تعلم مدى تناقض أقوال الإدارة الأميركية السابقة مع أفعالها، وهو الأمر الذي جعلها تتدخل في سورية دون أي مراعاة للقوى الدولية الأخرى.