تركي الدخيل

بطلّته البسيطة دائماً؛ غترة بيضاء كقلبه، وهيئة غير متكلفة، استطاع الدكتور أحمد الربعي، أن يكوّن جيلاً بأكمله!

الذكرى التاسعة لرحيله كانت حدَث الكويت، بل استعاد العارفون كوامن سيرته، وآية ذلك أن ذلك الأستاذ، وأستاذ الفلسفة المحنكّ، كان مشغولاً حتى آخر أيامه بتحريك الفضاء العام، بغية تحريضه نحو اكتشاف كوامن الخلل الحاصل بالمجتمعات الخليجية، متطلعاً إلى تجارب الأمم الأخرى، لا بوصفها وصيّةً على الآخرين، وإنما مصدر إلهام وانهمام، عشِق الخليج مستقبلاً مشرقاً وقبلةً... وقد كان!

المفكّر الراحل، كتب عنه بهذه الجريدة الدكتور عبدالله المدني، ملفاً مهماً... ومما نقله عنه: «إن تجربتنا في المرحلة القومية ليست بالتجربة التي يجب أن نشعل الشموع من أجلها، فلقد كانت تجربة رهيبة مليئة بالأخطاء، وعلينا أن نقول ذلك علناً على الملأ (...) إن المسألة لا تكمن في اللافتة المرفوعة للمرحلة، سواء أكانت لافتة قومية، أو يسارية، أو إسلامية، لكنها تكمن في.. هل من يرفع هذه اللافتة أو تلك يمتلك برنامجاً وأجندة محددة؟ هل لديه هدف واضح؟ هل لديه بوصلة محددة».

تجربة غنيّة تختصر مغامراتٍ جمّة، فهذا كلام الخبير...وياله من خبير!