عبدالمحسن يوسف جمال

لقد أحسن الآباء المؤسسون صنعاً حين وضعوا في الدستور الكويتي مادة أساسية تمنع الحروب منعا تاما، وترفض اشتراك الكويت في أي حرب هجومية، فالكويتيون جبلوا على حب الخير وإشاعة السلام أينما حلوا، وعملوا وما زالوا يعملون على إيقاف الحروب التي يشعلها الآخرون، ليحقنوا دماء الأبرياء ويوقفوامآسي المدنيين، فهم إنسانيون وبلدهم بلد الإنسانية.
وقد اشتهر منهم الكثير من المواطنين، الذين نذروا أنفسهم لنصرة المظلوم ومساعدة الفقراء والمساكين، وبذلوا كل وقتهم لإمداد الفقراء بالعون والمساعدة.
من هؤلاء الذين اشتهروا بذلك المرحومان حسن حبيب السلمان، والدكتور عبدالرحمن السميط.
ومن الذين ما زالوا يواصلون عطاءهم في هذا المجال الأخت الفاضلة معالي العسعوسي، التي تقف مع الشعب اليمني الذي يعاني شعبه حربا ضروسا لم يسبق لها مثيل.
وقد نشرت القبس الكثير من نشاطها في هذا البلد العربي، الذي يعاني الأمرّين من أشقائه.
وتتحدث معالي العسعوسي عن اليمن، الذي يمر بمرحلة كارثية بشهادة الأمم المتحدة، حيث شح المياه، والندرة في المشتقات النفطية. وتدمع عيناها وهي تروي كيف أن أهل «اليمن السعيد» يبحثون عن فتات الخبز لإطعام أطفالهم الذين لم تستطع القنابل قتلهم!
بل وصلت الحال في هذا البلد العربي الجميل، الذي يوصف بأن « الإيمان يماني»، أن أهله يبحثون في القمامة عن أي شيء يسد رمق أطفالهم!
أيعقل أن يقف العالم كله، ناهيك عن العرب، صامتين وهم يرون الحرب تقتل الأبرياء وتهدم البيوت، ولا يتحرك أحد لإيقافها!
الشكر لأهل الكويت لمساعداتهم الدائمة والمتواصلة لأهل اليمن، والرحمة على من مضى منهم، سائلين المولى سبحانه أن يرحم أهل اليمن ويفرج عنهم قريبا عاجلا.